اعلان

الجمعة، 24 يوليو 2015

الإبداع والتخصص وإشكالية الفصل بينهما (بقلم/ حسن الحضري)


نتناول هذه القضية بنظرة محايدة؛ فأهل الإبداع زملاء لي -كَوْني شاعرًا وناقدًا- وأهل التخصص زملاء لي –كَوْني خريج قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وأعمل في مجال البحث اللغوي بفروعه المتعددة منذ سنوات..
نتكلم أولًا عن أهل الإبداع: وكلامي هنا عن المبدعين غير المتخصصين؛ حيث نراهم في أحايين كثيرة يتصرفون وكأن الموهبة تغنيهم عن القواعد والأصول الثابتة التي هي من مقومات الإبداع قبل كل شيء، فتراهم يقعون في أخطاء ربما تبدو لهم يسيرة أو تافهة إلا أنها تقلب المعنى رأسًا على عقب؛ فتراهم مثلًا يمدحون من أرادوا ذمه ويذمون من أرادوا مدحه.. وهكذا؛ وإذا أردتَ توجيههم بصفتك مبدعًا متخصصًا نظروا إليك باعتبار أنفسهم مخترقين لمجالك محترفين فيه.. فهؤلاء ذرهم إلى جهلهم فسيأتيهم بعد فوات الأوان من يوقظهم من غفلتهم..
أما أهل اللغة من غير المبدعين؛ فتراهم جاهلين تمامًا أن الشاعر يجوز له ما لا يجوز لغيره –بضوابط معروفة طبعًا- فإذا أردت أن تعظهم وتذكِّرهم بذلك؛ ذكَّروك هم بالقواعد –التي لا يحسنون منها غير حفظها بينما تحسن أنت استنباطها والتعامل معها؛ بمعنى الحفظ في الصدور كما يقال- فهؤلاء أيضًا ذرهم إلى جهلهم فسيأتيهم بعد فوات الأوان من يوقظهم من غفلتهم..
ويبقى في النهاية التفاوت في الإبداع والتفاوت في التخصص أيضًا؛ فمدى جودة وإتقان كلٍّ منهما هو العامل الفيصل في تحديد طبقتك التي تنتمي إليها بين طبقات المبدعين وكذلك المتخصصين.
20/ 8/ 2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق