اعلان

الخميس، 16 مايو 2013

محاضرات في العروض (متصفح شامل بقلم/ حسن الحضري)


بسم الله نبدأ، وبه نستعين، وعليه نتوكل.. وبعد:
هذه محاضرات في علم العروض، قد جعلتها في متصفح واحد ليكون الأمر أيسر على الباحث، وقد راعيت فيها الإتيان بالصور المشهورة والنادرة للبحور المختلفة، مع ذكر أمثلة من شعر العصور المختلفة، وأمثلة من شعري.. ولم أتبع في ترتيب البحور طريقة معينة.. سائلًا الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بها..
وقد عرضتُ هذه المحاضرات من قبل، مفرَّقة ومجتمعة، في غير هذا المنتدى.. وهي اختصار لما ضمَّنْتُه كتابي (الصحيح في علم العروض)، راعيت فيها الاقتصار على ما يهم متعلمي العروض...
أسأل الله الكريم أن ينفعني وإياكم بهذا العمل، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.
تعريف علم العروض: هو العلم الذي يبحث في أوزان الشعر وقوافيه، وقد وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، قياسًا على ما ورد في شعر العرب الأقدمين، الذين عاشوا في عصر الاستشهاد.
فوائد علم العروض:
-يساعدك على قراء الشعر قراءة صحيحة.
-يساعدك على حفظ الشعر وضبط روايته.
-يساعدك على ضبط المفردات والتراكيب، وتوجيهها توجيهًا نحويًّا صحيحًا، من خلال ضبطها العروضي.
-يصقل الموهبة الشعرية.
نبدأ أولى محاضراتنا، بأمرين مهمين:
أولًا: قواعد أساسية تيسر لك فهم العروض:
1- في علم العروض كل ما يُنطق يُكتب، وما لا يُنطق لا يُكتب، مثال:
هذا= هاذا- لكن= لاكن- في المدرسة= فلمدرسة- من المنزل= منلمنزل... وهكذا.
2- الحرف المشدد أصله حرفان أولهما ساكن والثاني متحرك، والحرف المنون أصله حرفان أولهما متحرك والثاني ساكن، مثال:
محمدٌ= مُحَمْمَدُنْ.
3- ألف المد (آ) أصلها ألِفان أولاهما مهموزة متحركة، والثانية هي الناتجة عن مدِّ الأولى وتكون ساكنة، أي: (آ) = (أا).
4- ميم الجمع المضمومة تولِّد بعدها ساكنًا، حيث ينتج عن ضمها (واوٌ)، مثال:
فعلتمُ= فعلتمو- ذهبتمُ= ذهبتمو.
5- الضمير المتصل الذي يدل على الغائب المفرد المذكر (الهاء) إذا سُبق بساكن، جاز فيه الإشباع وعدمُه، مثال:
رآه= (رأاهو) أو (رأاه).. ففي حالة إشباعه يتولد منه ساكن بعده، فيعامَل حسب ما يقتضيه ضبط الوزن، أما إذا سُبق بمتحرك، وجب الإشباع وجوبًا، مثال:
به = بهي- رأيته= رأيتهو.
6-يباح في الشعر ما لا يباح في النثر، من تقديم وتأخير وتصرفٍ في بنية الكلمة وضبطها، بشرط عدم الإخلال بالمعنى، فإن أخل بالمعنى فلا تبيحه الضرورة.
ثانيًا: بعض المصطلحات، التي سنتعامل معها كثيرًا في دروسنا القادمة إن شاء الله:
- العلل والزحافات: هي التغيرات التي تطرأ على بحور الشعور، وهي معروفة محددة، حسب ما ورد في الشعر العربي القديم، في عصر الاستشهاد.
-التفعيلة: وحدة بناء البحر.
- الشطر: نصف البيت.
-الصدر: الشطر الأول.
-العجز: الشطر الثاني.
-التصريع: ورود القافية في الشطر الأول من البيت الأول، فيعامل معاملة الشطر الثاني.
-العروض: آخر تفعيلة في صدر البيت.
-الضرب: آخر تفعيلة في عجز البيت.
-السبب الخفيف: يتكون من حركة تليها سكون.
-السبب الثقيل: يتكون من حركتين متتاليتين.
-الوتد المجموع: يتكون من حركتين تليهما سكون.
-الوتد المفروق: يتكون من حركتين بينهما سكون.
القافية: آخر ساكنين في البيت، والمتحرك الذي قبل أولهما، والرويُّ هو الحرف الذي تُبنى عليه القافية، ويشترط أن يكون حرفًا أصيلًا أي: أصليًّا في الكلمة، فمثلًا: في قول كعب بن زهير رضي الله عنه:
إن الرسول لنور يستضاء به = مهند من سيوف الله مسلول
القافية: (لولو)، والروي: (اللام الأخيرة المضمومة).
هناك مصطلحات أخرى كثيرة في علم العروض، نتكلم عنها في مواضعها إن شاء الله.


بحر الطويل




مفتاحه:
طويل له بين البحور فضائل = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل
أصل تفعيلته:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
يجوز فيه:
-القبض، وهو حذف الخامس الساكن، وبيانه كما يلي:
-فعولن: يجوز فيها القبض.
-مفاعيلن: أ- الحشو: الأصل ألا يجوز فيها القبض، ولكن يضطر إليه الشاعر اضطرارًا.
ب- العروض: تكون دائمًا مقبوضة.
ج- الضرب: له ثلاث صور:
-الضرب الصحيح: وهو ما جاء بأصل تفعيلته كاملة،مثاله:
قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان = ورسم عفت آياته منذ أزمان
التقطيع:
قفانب (فعولن) كمنذكرى (مفاعيلن) حبيبن (فعولن) وعرفاني (مفاعيلن)
ورسمن (فعولن) عفت أايا (مفاعيلن) تهومن (فعولن) ذأزماني (مفاعيلن)
فإن قلت: العروض هنا صحيحة، قلنا: بسبب التصريع، أما الأصل فأن تكون مقبوضة.
-الضرب المقبوض: مثاله:
قال زهير بن أبي سلمى:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم = بحومانة الدراج فالمتثلم
التقطيع:
أمن أم (فعولن) مأوفى دم (مفاعيلن) نتنلم (فعولن) تكللمي (مفاعلن)
بحوما (فعولن) نتددررا (مفاعيلن) جفلم (فعول) تثللمي (مفاعلن)
فإن قلت: انتهت العروض هنا بمتحرك لا يجوز إشباعه، قلنا: بسبب التصريع، أما الأصل فهو انتهاء العروض بساكن، لا يستثنى من لزوم هذا الشرط إلا بحرا المتقارب والهزج.
-الضرب المحذوف: وهو ما حذف السبب الخفيف من آخره، مثال:
قال العباس بن الأحنف:
أزين نساء العالمين أجيبي = دعاء مشوق بالعراق غريب
التقطيع:
أزين (فعول) نسائلعا (مفاعيلن) لمين (فعول) أجيبي (مفاعي)
دعاء (فعول) مشوقنبل (مفاعيلن) عراق (فعول) غريبي (مفاعي)
فإن قلت: العروض هنا محذوفة، قلنا: بسبب التصريع، أما الأصل فأن تكون مقبوضة.
أمثلة للتدريب على صور بحر الطويل:
قال أبو فراس الحمداني:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر = أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعنديَ لوعة = ولكن مثلي لا يذاع له سر
قال طرفة بن العبد:
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد = ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مال كثير وزارني = بنون كرام سادة لمسود
قال العباس بن الأحنف:
كتبت كتابي ما أقيم حروفه = لشدة إعوالي وطول نحيبي
أخط وأمحو ما خططت بعبرة = تسح على القرطاس سح ذنوب


بحر المتقارب



مفتاحه:
عن المتقارب قال الخليل = فعولن فعولن فعولن فعول
يجوز فيه:
-القبض: ويجوز في تفعيلاته كلها عدا تفعيلتي الحشو اللتين تسبقان العروض والضرب.
-الحذف: وأعني به ما يخص تفعيلة العروض، أما الحذف الذي يخص الضرب، سنتكلم عنه عند الكلام عن صور البحر.
صوره:
1- التام: وهو أنواع:
أ- الصحيح: وهو ما جاء ضربه على أصل تفعيلته.. مثاله:
قال كعب بن زهير:
لمن دمنة الدار أقوت سنينا = بكيت فَظَلْتُ كئيبًا حزينـا
التقطيع:
لمن دم (فعولن) نتددا (فعولن) رأقوت (فعولن) سنينا (فعولن)
بكيت (فعول) فَظَلْتُ (فعول) كئيبن (فعولن) حزينا (فعولن)
ب- المحذوف: وهو ما حذف من ضربه السبب الخفيف.. مثال:
قال امرؤ القيس:
وهر تصيد قلوب الرجـال = وأفلت منها ابن عمرو حُجُرْ
التقطيع:
وهررن (فعولن) تصيد (فعول) قلوبر (فعولن) رجال (فعول)
وأفل (فعول) تمنهب (فعولن) نعمرن (فعولن) حُجُرْ (فعو)
ج- المقصور: وهو ما حذف من ضربه ساكن السبب الخيف وسكن ما قبله، مثال:
فإن أعرضوا وتواوا فإني = جميل الخلائق عف ودودْ
التقطيع:
فإن أع (فعولن) رضوو (فعول) توللو (فعولن) فإنْنِي (فعولن)
جميلل (فعولن) خلائـ (فعول) قعففن (فعولن) ودودْ (فعولْ)
د- الأبتر: وهو ما اجتمع في ضربه الحذف والقطع، فيحذف السبب الخفيف من ضربه، ثم يحذف ساكن الوتد المجموع ويسكن ما قبله، مثال:
وقد أيقنوا أنهم إنما = يقودهم الحقد والضغن
التقطيع:
وقد أيـ (فعولن) ـقنو أنـ (فعولن) ـنهم إنـ (فعولن) ـنما (فعو)
يقود (فعول) هملحقـ (فعولن) ـد وضضغـ (فعولن) ـنو (فعْ)
وفي التام بصوره تكون العروض صحيحة أو مقبوضة أو محذوفة، بدون تقيُّد بحالة واحدة.
2- المجزوء:
فعولن فعولن فعولن = فعولن فعولن فعولن
وتكون عروضه صحيحة أو مقبوضة أو محذوفة، بدون تقيُّد، أما ضربه فيكون دائمًا محذوفًا.. مثاله:
قال أبو العتاهية:
طواك بشير البقاء = وحل نذير الأجلْ
التقطيع:
طواك (فعولن) بشيرل(فعولن) بقاء (فعول)
وحلل (فعول) نذيرل (فعولن) أجلْ (فعو).

بحر الهزج



مفتاحه:
على الهزج الأفاعيل = مفاعيلن مفاعيل
أصل تفعيلته:
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن = مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
ولكنه لا يأتي إلا مجزوءًا، هكذا:
مفاعيلن مفاعيلن = مفاعيلن مفاعيلن
يجوز فيه:
الكف، وهو حذف السابع الساكن، وهو جائز في تفعيلاته كلها، غير أن الضرب بالضرورة يولد متحركه ساكنًا.
أمثلة:
قال بشار بن برد:
ربابٌ ربة البيت = تصب الخل في الزيت
التقطيع:
ربابن رب (مفاعيلن) بتلبيتي (مفاعيلن)
تصببلخلـ (مفاعيلن) لفززيتي (مفاعيلن)
ويلاحَظ أن التصريع في أي بحر، يجعل العروض كالضرب.
هناك صورة أخرى نادرة لبحر الهزج، هي المجزوء المحذوف، أي: حُذف السبب الخفيف من ضربها، نحو:
دهاك النأي والبعد = فما تجدي الدموع
التقطيع:
دهاكننأ (مفاعيلن) ي ولبعد (مفاعيل)
فماتجدد (مفاعيلن) دموعو (مفاعي)
والصورة الأولى المشهورة تتشابه مع مجزوء الوافر المعصوب؛ والصورة الأخرى النادرة تتشابه مع مجزوء الوافر المحذوف -وهو صورة نادرة للوافر- ونوضح ذلك عند حديثنا عن بحر الوافر إن شاء الله.
أمثلة للتدريب:
قال طرفة بن العبد:
ألا يا ثاني الظبــــــــي الذي يبرق شنفاه
فلولا الملك القاعـ = ـد قد ألثمني فاه



بحر المجتث



مفتاحه:
اجتثت الحركات = مستفع لن فاعلات
أصل تفعيلته:
مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن = مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن
ولكنه لا يأتي إلا مجزوءًا هكذا:
مستفع لن فاعلاتن = مستفع لن فاعلاتن
يجوز فيه:
الخبن، وهو حذف الثاني الساكن، ويجوز في تفعيلاته كافة..
مثال:
قال فؤاد شاكر:
قيل الحجاز ونجد = فقلت جددت عهدا
التقطيع:
قيللحجا (مستفع لن) زونجدن (فعلاتن)
فقلت جد (متفع لن) ددت عهدا (فاعلاتن)



بحر المقتضب



اقتضب كما سألوا = مفعلاتُ مستعل
أصل تفعيلته:
مفعلاتُ مستفعلن مستفعلن = مفعلاتُ مستفعلن مستفعلن
لكنه لا يأتي إلا مجزوءًا هكذا:
مفعلاتُ مستفعلن = مفعلاتُ مستفعلن
ويكون الطي -حذف الرابع الساكن- واجبًا في العروض والضرب، فيصبح:
مفعلاتُ مستعلن = مفعلاتُ مستعلن
مثال:
أعرضت فلاح لها = عارضان كالبَرَدِ
التقطيع:
أعرضت فـ (مفعلاتُ) لاح لها (مستعلن).
عارضان (مفعلاتُ) كلبردي (مستعلن)



بحر المتدارك




ويسمى أيضًا المُحْدث..
حركات المحدث تنتقل = فعِلن فعلن فعلن فَعِل
أصل تفعيلته:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن = فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
وأصحُّ صوره التام المخبون، ويجوز القطع في حشوه، أي: تتحول (فاعلن) أصل التفعيلة، إلى (فاعلْ)..
مثال:
يا ليل الصب متى غده = أقيام الساعة موعده
التقطيع:
ياليـ (فاعلْ) لصصبـ (فاعلْ) ب متى (فعِلن) غدهو (فعِلن)
أقيا (فعِلن) مسسا (فاعلْ) عة مو (فعِلن) عدهو (فعِلن).

 

بحر الرمل



رمل الأبحر يرويه الثقات = فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
يجوز فيه:
الخبن، وهو حذف الثاني الساكن، وهو جائز في تفعيلاته كافة.
صوره:
- التام: وتكون عروضه محذوفة دائمًا، أي: يُحذف السبب الخفيف الأخير من آخر تفعيلة في صدر البيت..
وينقسم ضرب التام إلى عدة صور:
الصحيح: كقول الشاعر:
أبلغ النعمان عنـي مَأْلكًـا = أنه قد طال حبسي وانتظاري
التقطيع:
أبلغننع (فاعلاتن) مان عنني (فاعلاتن) مأْلكن (فاعلا)
أننهوقد (فاعلاتن) طال حبسي (فاعلاتن) ونتظاري (فاعلاتن).
المحذوف: كقول طرفة بن العبد:
نحن في المشتاة ندعو الجَفَلَى = لا تـرى الآدب فينـا ينتقـرْ
التقطيع:
نحن فلمشـ (فاعلاتن) تاة ندعلـ (فاعلاتن) جَفَلَى (فَعِلا)
لا ترلأا (فاعلاتن) دب فينا (فعلاتن) ينتقرْ (فاعلا).
المقصور: كقول أحمد شوقي:
قد توارت في الثرى حتى إذا = قدم العهد توارت في السنين
التقطيع:
قد توارت (فاعلاتن) فثثرى حتـْ (فاعلاتن) ـتَى إذا (فاعلا)
قدملعهـ (فعلاتن) دتوارت (فعلاتن) فسسنينْ (فاعلاتْ)
- المجزوء: وتكون العروض فيه صحيحة دائمًا، أما الضرب فله صورتان:
الصحيح: كقول إبراهيم ناجي:
أيها الساهر تغفـو = تذكر العهد وتصحو
التقطيع:
أييهسسا (فاعلاتن) هر تغفو (فعلاتن)
تذكرلعه (فاعلاتن) د وتصحو (فعلاتن)
المحذوف: كقول الشاعر:
إنها يا ويح نفسي = قطرات من دمـي
التقطيع:
إننها يا (فاعلاتن) ويح نفسي (فاعلاتن)
قطراتن (فعلاتن) من دمي (فاعلا)

 

بحر المضارع





مفتاحه:
تعد المضارعات = مفاعيلن فاعلات
أصل تفعيلته:
مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن = مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن
ولا يأتي إلا مجزوءًا هكذا:
مفاعيلن فاعلاتن = مفاعيلن فاعلاتن
يجوز فيه:
الكف، وهو حذف السابع الساكن (من مفاعيلن)..
مثال:
ولما بغوا علينا = وكانوا كما أبينا
التقطيع:
ولممابـ (مفاعيل) غوعلينا (فاعلاتن)
وكانوكـ (مفاعيل) ماأبينا (فاعلاتن)


 

بحر البسيط





إن البسيط لديه يبسط الأمل = مستفعلن فاعلن مستفعلن فعل
أصل تفعيلته:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن = مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
يجوز فيه:
الخبن، وهو حذف الثاني الساكن، ويكون في (مستفعلن) الأولى من الصدر والعجز، و(فاعلن) الأولى من الصدر والعجز، أما (مستفعلن) الأخيرة في الصدر والعجز، فلا يجوز فيها ذلك، (فاعلن) الأخيرة نتكلم عنها عند كلامنا عن صور البحر.
صوره:
التام: ويكون دائمًا مخبون العروض، أما الضرب فله صورتان:
- المخبون، كقول حسان بن ثابت:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم = قد بينوا سننًا للناس تُتَّبع
التقطيع:
إننذذوا (مستفعلن) ئب من (فعلن) فهرن وإخـ (مستفعلن) ـوتهم (فعلن)
قد بيينو (مستفعلن) سُنَننْ (فعلن) لنناس تتـ (مستفعلن) ـتبعو (فعلن)
- المقطوع، حيث تتحول تفعيلة الضرب الأصلية من (فاعلن) إلى (فاعلْ)، كقول كعب بن زهير:
إن الرسول لنورٌ يستضاء به = مهند من سيوف الله مسلول
التقطيع:
إننررسو (مستفعلن) للنو (فعلن) رن يستضا (مستفعلن) ءبهي (فعلن)
مهنندن (متفعلن) من سيو (فاعلن) فللاهمس (مستفعلن) لولو (فاعلْ)
المجزوء:
مستفعلن فاعلن مستفعلن = مستفعلن فاعلن مستفعلن
قال الشاعر:
ماذا وقوفي على رسم عفا = مخلولق دارس مستعجم
التقطيع:
ماذا وقو (مستفعلن) في على (فاعلن) رسمن عفا (مستفعلن)
مخلولقن (مستفعلن) دارسن (فاعلن) مستعجمي (مستفعلن)
وأشهر صور المجزوء: مخلَّع البسيط، وهو:
مستفعلن فاعلن متفعلْ = مستفعلن فاعلن متفعلْ
قال امرؤ القيس:
ربعان بالواديين حالا = واهدودمت منهما العروش
التقطيع:
ربعان بل (مستفعلن) وادييـ (فاعلن) ـن حالا (متفعلْ)
وهدودمت (مستفعلن) منهمل (فاعلن) عروشو (متفعلْ)
غير أن معلقة عبيد بن الأبرص، قد وردت فيها الصورتان السابقتان للمجزوء، تأمل هذه الأبيات:
مطلع القصيدة:
أقفر من أهله ملحوب = فالقطبيات فالذنوب
وفيها:
إن تك حالت وحول أهلها = فلا بديء ولا عجيب
أو يك أقفر منها جوها = وعادها المحل والجدوب
فكل ذي نعمة مخلوس = وكل ذي أمل مكذوب
وكل ذي إبل موروثها = وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يؤوب = وغائب الموت لا يؤوب

بحر الوافر




مفتاحه:
بحور الشعر وافرها جميل = مفاعلتن مفاعلتن فعول
يجوز فيه:
العصب، وهو تسيكين الخامس المتحرك.
صوره:
1- التام، كقول كعب بن مالك:
بكت عيني وحق لها بكاها = وما يجدي البكاء ولا العويل
التقطيع:
بكت عيني (مفاعلْتن) وحقق لها (مفاعلَتن) بكاها (فعولن)
وما يغنل (مفاعلْتن) بكاء ولل (مفاعلَتن) عويلو (فعولن)
2- المجزوء، وهو ما جاء على:
مفاعلتن مفاعلتن = مفاعلتن مفاعلتن
والمشهور منه نوعان:
- السالم، وهو ما سلم من العصب، أي من تسكين الخامس المتحرك.. مثال:
صبوح إنما ثمل = بكأس راحها الملل
التقطيع:
صبوحن إنـ (مفاعلْتن) نما ثملو (مفاعلَتن)
بكأسن را (مفاعلْتن) حهلمللو (مفاعلَتن)
يلاحَظ هنا أننا قلنا: (ثملو) ولم نقل: (ثملن)؛ وذلك معاملة للعروض معاملة الضرب في البيت الأول المصرع.
- المعصوب، وهو ما سُكن الحامس المتحرك من ضربه، مثال:
فإسرائيل قد فجرَت = وليس لبغيها حدُّ
التقطيع:
فإسرائيـ (مفاعلْتن) ل قد فجرت (مفاعلَتن)
وليس لبغـ (مفاعلَتن) يها حددو (مفاعلْتن)
وهذه الصورة تتشابه مع بحر الهزج، ويمكن التمييز بينهما بسهولة، فإذا وردت تفعيلة واحدة على الأقل متحركة الخامس، فالقصيدة من الوافر، وإذا وردت تفعيلة واحدة على الأقل محذوفة السابع الساكن، فالقصيدة من الهزج، وإذا لم يرد ما يميز، فهي من الهزج؛ لأن تسكين الخامس أصيل فيه..
بعض العروضيين يكتبون تفعيلة الوافر المعصوبةَ هكذا (مفاعيلن)، لكن الصواب أن تكتب هكذا (مفاعلْتن)، أي: تكتب بصورتها الأصلية مع تسكين اللام.
وهناك صورتان غير هاتين للمجزوء، لكنهما نادرتان:
- صحيح الضرب محذوف العروض، مثال:
قطعت الليل تصحبني = نكايات الشجون
التقطيع:
قطعتلليـ (مفاعلْتن) ل تصحبني (مفاعلَتن)
نكاياتش (مفاعلْتن) شجوني (مفاعلْ)
- محذوف العروض والضرب، مثال:
وما التوفيق إلا = من الرحمن ربي
التقطيع:
ومتتوفيـ (مفاعلْتن) ق إللا (مفاعلْ)
منررحما (مفاعلْتن) ن رببي (مفاعلْ)



بحر الرجز




مستفعلن مستفعلن مستفعلن = مستفعلن مستفعلن مستفعلن
يجوز فيه:
- الخبن، وهو حذف الثاني الساكن.
- الطي، وهو حذف الرابع الساكن.
- الخبل، وهو اجتماع الخبن والطي في تفعيلة واحدة.
صوره:
التام، وهو المبني على ثلاث تفعيلات في كل شطر، وللتام صورتان:
- الصحيح، مثال:
لما وقفتُ العين في أرجائها = تجول والدموع منها تذرف
التقطيع:
لمما وقفـ (مستفعلن) ـتلعين في (مستفعلن) أرجائها (مستفعلن)
تجول ود (متفعلن) دموع منـ (متفعلن) ـها تذرفو (مستفعلن).
- المقطوع، وهو ما تحول ضربه من (مستفعلن) إلى (مستفعلْ)، مثال:
علفتها تبنًا وماء باردًا = حتى غدت همالة عيناها
التقطيع:
علفتها (متفعلن) تبنن وما (مستفعلن) ءن باردن (مستفعلن)
حتتى غدت (مستفعلن) هممالتن (مستفعلن) عيناها (مستفعلْ).
وتكون العروض في التام بصورتيه صحيحة.
المجزوء، وهو المبني على تفعيلتين في كل شطر، مثال:
كأنما لسانه = شُدَّ بحبل من مسدْ
التقطيع:
كأننما (متفعلن) لسانهو (متفعلن)
شدد بحبـ (مستعلن) ـلن من مسدْ (مستفعلن).
المشطور، وهو المبني على ثلاث تفعيلات فقط في البيت، وله صورتان:
- الصحيح، مثال:
قال أبو النجم العجلي:
إني وكل شاعر من البشرْ
شيطانه أنثى وشيطاني ذكرْ
هذان بيتان من مشطور الرجز الصحيح.. حاول أن تقطعهما.
- المقطوع، مثال:
قال المغيرة بن الأخنس:
قد علمت ذات القرون الميلِ
والحلي والأنامل الطفولِ
لتصدقن بيعتي خليلي
هذه ثلاثة أبيات.. حاول أن تقطعها.
المنهوك، وهو ما جاء على تفعيلتين فقط في البيت، مثال:
قال دريد بن الصمة:
يا ليتني فيها جذعْ
أخبُّ فيها وأضعْ
هذان بيتان من منهوك الرجز.. حاول أن تقطعهما.
ملاحظات:
- قد يأتي الرجز مذالًا، وهي صورة نادرة، يضطر إليها الناظم، وترد في المنظومات والأراجيز التعليمية وما أشبهها.. والتذييل هو زيادة ساكن على الضرب الصحيح.
- الرجز التام بصورتيه، والمجزوء، هذه صور تتشابه كل منها مع نظيرتها من بحر الكامل، ويمكن التمييز بينهما بسهولة، إذا وردت تفعيلة واحدة على الأقل متحركة الثاني، فالقصيدة من الكامل، وإذا وردت تفعيلة واحدة على الأقل مخبونة أو مطوية أو مخبولة فالقصيدة من الرجز، وإذا وردت القصيدة كلها ساكنة الثاني، ولم يرد ما يميزها، فهي من الرجز؛ لأن تسكين الثاني أصيل فيه.
- قال الأصمعي -وهذا هو الصحيح-: المشطور والمنهوك ليسا من الشعر، وكذلك نِصْفُ البيت من أي بحر.



بحر الكامل



كمل الجمال من البحور الكامل = متفاعلن متفاعلن متفاعلن
يجوز فيه:
الإضمار، وهو تسكين الثاني المتحرك.
صوره:
1- التام: وهو ما ورد على ثلاث تفعيلات في كل شطر، وله عدة حالات:
- الصحيح، مثال:
قال حسان بن ثابت:
إن التي ناولتني فشربتها = قُتلتْ قُتلتَ فهاتها لم تُقتلِ
التقطيع:
إننللتي (متْفاعلن) ناولتني (متْفاعلن) فشربتها (متَفاعلن)
قُتلتْ قٌتلـ (متَفاعلن) ـت فهاتها (متَفاعلن) لم تُقتلي (متْفاعلن)
- المقطوع، مثال:
قال جميل:
قفرًا تلوح بذي اللجين كأنها = أنضاء رسم أو سطور كتاب
التقطيع:
قفرن تلو (متْفاعلن) ح بذللجيـ (متَفاعلن) ـن كأننها (متَفاعلن)
أنضاء رسـ (متْفاعلن) ـمن أو سطو (متْفاعلن) ركتابي (متَفاعلْ)
- المحذوذ، وهو ما حذف الوتد المجموع من ضربه، مثال:
قال الزركلي:
العين بعد فراقها الوطنا = لا ساكنًا ألِفتْ ولا سكنا
التقطيع:
العين بعـ (متْفاعلن) ـد فراقهل (متَفاعلن) وطنا (متَفا)
لا ساكنًا (متْفاعلن) ألفت ولا (متَفاعلن) سكنا (متَفا)
- المحذوذ المضمر، وهو ما حذف الوتد المجموع من ضربه مع تسكين الثاني المتحرك من ضربه أيضًا، مثال:
قال امرؤ القيس:
طال الزمان وملني أهلي = وشكوت هذا البين من جمْل
التقطيع:
طالززما (متْفاعلن) ن ومللني (متَفاعلن) أهلي (متْفا)
وشكوت ها (متَفاعلن) ذلبينمن (متْفاعلن) جمْلي (متْفا).
في المحذوذ والمحذوذ المضمر، تكون العروض صحيحة أو محذوذة بدون تقيُّد بحالة واحدة، لكنها لا تكون محذوذة مضمرة، غير أنها جاءت محذوذة مضمرة في البيت السابق لامرئ القيس بسبب التصريع، حيث إن التصريع يجعل العروض تعامل معاملة الضرب.
2- المجزوء، وهو ما جاء على تفعيلتين في كل شطر، وله عدة حالات:
- الصحيح، مثال:
اصبر على كيد الحسو = د فإن صبرك قاتلُهْ
التقطيع:
اصبر على (متْفاعلن) كيدلحسو (متْفاعلن)
د فإننصبـ (متَفاعلن) ـرك قاتلُهْ (متَفاعلن)
- المرفل، والترفيل هو زيادة سبب خفيف على الضرب الصحيح، مثال:
قال عمرو بن معدي كرب:
أغني غناء الذاهبيـ = ـن أعد للأعداء عدا
التقطيع:
أغني غنا (متْفاعلن) ءذذاهبيـ (متْفاعلن)
ـن أعدد لل (متَفاعلن) أعداء ددا (متْفاعلاتن)، بزيادة سبب خفيف على الضرب الصحيح.
- المذال، والتذييل هو زيادة ساكن على الضرب الصحيح، مثال:
فأبوا سوى أضغانهم = والضغن يهدي للشقاقْ
التقطيع:
فأبو سوى (متَفاعلن) أضغانهم (متْفاعلن)
وضضغنيهـ (متْفاعلن) ـدي لششقاق (متْفاعلاتْ) بزيادة ساكن على الضرب الصحيح.
تكلمنا أثناء حديثنا عن بحر الرجز، عن أوجه الشبه بين الكامل وبين الرجز، وطريقة التمييز بينهما.

بحر السريع




بحر سريع ما له ساحل = مستفعلن مستفعلن فاعل
أصل تفعيلته:
مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ = مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ
بضمة واحدة لا بالتنوين
يجوز فيه:
الخبن، وهو حذف الثاني الساكن..
الطي، وهو حذف الرابع الساكن.
صوره:
التام، وله عدة حالات:
- المطوي المكسوف، وهو ما حذف من ضربه الرابع الساكن والسابع المتحرك، مثال:
قال امرؤ القيس:
صم صداها وعفا رسمها = واستعجمت عن منطق السائل
التقطيع:
صمم صدا (مستعلن) ها وعفا (مستعلن) رسمها (مفعلا)
وستعجمتْ (مستفعلن) عن منطقسـ (مستفعلن) ـسائلي (مفعلا).
- المطوي الموقوف، وهو ما حذف من ضربه الرابع الساكن، وسكن السابع المتحرك، مثال:
قال المازني:
يمد نحو النجم كفًّا له = ويحسب النجم قريب المنالْ
التقطيع:
يمدد نحـ (متفعلن) ـوننجم كفـ (مستفعلن) ـفن لهو (مفعلا)
ويحسبن (متفعلن) نجم قريـ (مستعلن) بلمنالْ (مفعلاتْ).
- الأصلم، وهو ما حذف من ضربه الوتد المفروق (آخر متحركين والساكن الذي بينهما)، مثال:
أنزلني الدهر على حكمه = من شامخ عل إلى خفْض
التقطيع:
أنزلند (مستعلن) دهر على (مستعلن) حكمهي (مفعلا)
من شامخن (مستفعلن) عالن إلى (مستفعلن) خفضي (مفعو).
وهذه الحالات الثلاث السابقة تكون عروضها (آخر تفعيلة في صدر البيت) مطوية مكسوفة.
- المخبول المكسوف، وهو ما اجتمع في ضربه الخبن والطي والكسف، وهذا النوع تكون عروضه مثل ضربه، مخبولة مكسوفة، مثال:
ما بال شجوي بالكرى ذهبا = وعقني الصبر فما وهبا
التقطيع:
ما بال شجـ (مستفعلن) ـوي بلكرى (مستفعلن) ذهبا (معلا)
وعققنص (متفعلن) صبر فما (مستعلن) وهبا (معلا).
المشطور، وهو ما جاء على:
(مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ) مرة واحدة في البيت، وله صورتان:
- المكسوف، وهو ما حذف السابع المتحرك من ضربه، مثال:
صبرًا على ضغائن الأعداءِ
فالصبر خير كاشفٍ للداءِ
هذان بيتان من المشطور المكسوف، حاول أن تقطعهما.
نلاحظ أن هذه الصورة تتشابه مع مشطور الرجز المقطوع، ويمكن التمييز بينهما عن طريق معرفة خصائص كل بحر.
- الموقوف، وهو ما سكن السابع المتحرك من ضربه، مثال:
ليس لهم جلادهم عند النقعْ
ولا بلاؤهم إذا اشتد الدفعْ
هذان بيتان من المشطور الموقوف، حاول أن تقطعهما.



بحر المنسرح




منسرحٌ فيه يضرب المثل = مستفعلن مفعولاتُ مستعلن
أصله:
مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن = مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن
و(مفعولاتُ) بضمة واحدة.
يجوز فيه:
الخبن، وهو حذف الثاني الساكن.
الطي، وهو حذف الرابع الساكن.
صوره:
التام، وله عدة حالات:
- المطوي، وهو ما حذف الرابع الساكن من ضربه، مثال:

قال النابغة الجعدي:
الحمد لله لا شريك له = من لم يقلها لنفسه ظَلَما
التقطيع:
الحمد لل (مستفعلن) ـلاه لا شـ (مفعلاتُ) ـريك له (مستعلن)
من لم يقلـ (مستفعلن) ـها لنفسـ (مفعلاتُ) ـهي ظلما (مستعلن).
-المقطوع، وهوما حذف ساكن الوتد المجموع من ضربه وسكن ما قبله، فتحولت (مستفعلن) إلى (مستفعلْ)، مثال:
قال منصور النميري:
شاءٌ من الناس راتعٌ هاملْ = يعللون النفوس بالباطلْ
التقطيع:
شاؤن منن (مستفعلن) ناس رات (مفعلاتُ) عن هامل (مستفعلْ)
يعلللو (متفعلن) نَنْنُفوس (مفعلاتُ) بلباطلْ (مستفعلْ).
وتكون العروض في هاتين الصورتين مطوية، لكن وردت في البيت السابق لمنصور النميري مقطوعة؛ بسبب التصريع، الذي يجعل العروض تعامل معاملة الضرب.
المنهوك، وهو ما ورد على:
(مستفعلن مفعولاتُ) مرة واحدة في البيت، وله حالتان:
- المكسوف، وهو ما حذف السابع المتحرك من ضربه، مثال:
سعيت سعي الجدِّ
ترجو دوام الودِّ
هذان بيتان من المنهوك المكسوف، حاول أن تقطعهما.
- الموقوف، وهو ما سكن السابع المتحرك من ضربه، مثال:
دعوت صبري فارتادْ
أفْق النوى بالأشهادْ
هذان بيتان من المنهوك الموقوف، حاول أن تقطعهما.

بحر الخفيف



يا خفيفًا خفت به الحركات = فاعلاتن مستفع لن فاعلات
يجوز في الخفيف:
الخبن، وهو حذف الثاني الساكن، ويجوز في تفعيلاته كلها.
صوره:
التام، وله عدة حالات:
- الصحيح، مثال:
أمطرتهم سحائب الموت تترى = إن في الموت راحة الأشقياء
التقطيع:
أمطرتهم (فاعلاتن) سحائبل (متفع لن) موت تترى (فاعلاتن)
إنن فلمو (فاعلاتن) ت راحتل (متفع لن) أشقيائي (فاعلاتن).
ويجوز في هذه الصورة أن يكون الضرب (فالاتن)، بدون اشتراط توحُّدها في القصيدة كلها، أما العروض فلا يجوز فيه (فالاتن) إلا في حالة التصريع.
- صحيح العروض محذوف الضرب، مثال:
أم أمنت الزمان فانبتر الحبـ = ـل وعهد الزمان ذو غِيَرِ
التقطيع:
أم أمنتز (فاعلاتن) زمان فنـ (متفع لن) بترلحبـ (فعلاتن)
ـل وعهدز (فعلاتن) زمان ذو (متفع لن) غِيَري (فعلا).
- محذوف العروض والضرب، مثال:
قال العقاد:
فتية النيل جاهدوا أبدًا = واسهروا فالأريب من سهرا
التقطيع:
فتيتننيـ (فاعلاتن) ـل جاهدو (متفع لن) أبدن (فعلا)
وسهروفل (فاعلاتن) أريب من (متفع لن) سهرا (فعلا).
وأثبت العروضيون صورتين غير هذه، لكنهما نادرتان، هما: المقصور والمذال.
المجزوء، وهو ما جاء على:
فاعلاتن مستفع لن = فاعلاتن مستفع لن
وللمجزوء حالتان:
- الصحيح، مثال:
ما لقلبي وغادة = تبعث الشجو في السَّحَرْ
التقطيع:
ما لقلبي (فاعلاتن) وغادتن (متفع لن)
تبعثششجـ (فاعلاتن) ـو فسسحرْ (متفع لن).
وهناك صورة أخرى لمجزوء الخفيف، هي:
المقصور، وهو ما حذف ساكن السبب الخفيف من ضربه وسكن ما قبله، ولذلك فإن بعض العروضيين يكتبون (مستفع لن) بهذه الطريقة، لا يكتبونها (مستفعلن)؛ لأن القصر معناه حذف ساكن السبب الخفيف، أما (مستفعلن) فإن حذف الساكن الأخير منها، وهو ساكن الوتد المجموع، يسمى قطعًا لا قصرًا، وقد أصاب العروضيون في هذا.
مثال لمجزوء الخفيف المقصور:
لو علمتم ما حل بي = من سهادٍ ووجْد
حاول أن تقطع البيت.
نلاحظ أن القصر هنا لم يأت بساكنين في نهاية الضرب، كما هو في الرمل المقصور مثلًا؛ وذلك لأن السبب الخفيف الذي دارت عليه عملية القصر هنا منفصل عن تفعيلة منتهية بمتحرك.
هناك صور أخرى للمجزوء لم يثبتها العروضيون، استخدمها المحدثون، فلعلها من تجديدهم.



بحر المديد



لمديد الشعر عندي صفات = فاعلاتن فاعلن فاعلات
يجوز فيه الخبن، وهو حذف الثاني الساكن.
صوره:
- الصحيح، مثال:
يا لبكرٍ فانشروا لي كليبًا = يا لبكرٍ أين أين الفرار
التقطيع:
يا لبكرن (فاعلاتن) فنشرو (فاعلن) لي كليبن (فاعلاتن)
يا لبكرن (فاعلاتن) أين أيـ (فاعلن) ـنلفرارو (فاعلاتن).
- مخبون محذوف العروض والضرب، مثال:
قال امرؤ القيس:
وخليلٍ قد أفارقه = ثم لا أبكي على أثرهْ
التقطيع:
وخليلن (فاعلاتن) قد أفا (فاعلن) رقهو (فعلا)
ثمم لا أبـ (فاعلاتن) كي على (فاعلن) أثرهْ (فعلا).
- مخبون محذوف العروض أبتر الضرب، وهو ما اجتمع في ضربه الحذف والقطع، أي: حذف السبب الخفيف الأخير من ضربه فتحولت (فعلاتن) إلى (فاعلن)، ثم حذف ساكن الوتد المجموع من ضربه وسكن ما قبله، فتحولت (فاعلن) إلى (فاعلْ)، مثال:
رب نار بت أرمقها = تقضم الهنديَّ والقارا
التقطيع:
ربب نارن (فاعلاتن) بتت أر (فاعلن) مقها (فعلن)
تقضمللهنـ (فاعلاتن) دييول (فاعلن) قارا (فاعل).
وهذه هي أشهر صور المديد، وله صور أخرى، لكنها نادرة، مثل:
- محذوف العروض محذوف الضرب، مثال:
ألزموكم خزيكم بعدما = كنتمُ قبلًا لهم رافدا
- محذوف العروض أبتر الضرب، مثال:
فبعثت العين فيها فما = أبصرتْ خلًّا ولا رسما
- محذوف العروض مقصور الضرب، مثال:
قد علمتم أنكم دوننا = فكفانا أنْ علمتم بذاكْ
حاول أن تقطع الأبيات السابقة.



القافية



القافية: آخر ساكنين في البيت، والمتحرك الذي قبل أولهما، والرويُّ هو الحرف الذي تُبنى عليه القافية، ويشترط أن يكون حرفًا أصيلًا، أي: أصليًّا في الكلمة، فمثلًا: في قول كعب بن زهير رضي الله عنه:
إن الرسول لنور يستضاء به = مهند من سيوف الله مسلول
القافية: (لولو)، والروي: (اللام الأخيرة المضمومة).
عيوب القافية:
- الإيطاء: وهو تكرار كلمة القافية لفظًا ومعنًى قبل مرور سبعة أبيات.
- الإقواء: وهو اختلاف حركة الروي في القصيدة الواحدة.
- التضمين: وهو انتهاء البيت بكلمة لا يتم المعنى إلا بما يليها، والتضمين نوعان:
أ- جائز: وهو ما يتم المعنى بدونه لكنه جاء للتفسير أو الوصف.
ب- غير جائز: وهو ما لا يتم المعنى بدونه، كقول النابغة الذبياني:
وهم وردوا الجفار على تميم = وهم أصحاب يوم عكاظ إني
شهدت لهم مواطن صالحات = شهدن لهم بصدق الظن مني
- البدل: وهو إبدال حرف أصلي في كلمة القافية لضبط الروي، كقول الراجز:
يا قبح الله بني السعلاة
بنو السعلاة هم شرار النات
يقصد: شرار الناس، فاستبدل التاء بالسين لأجل الروي.
- الإصراف: وهو العدول عن قافية إلى أخرى بنفس حرف الروي، كقول الشاعر:
أفبعد مقتل مالك بن زهير = ترجو النساء عواقب الأطهار
- الإكفاء: وهو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخارج، كـ(فارس، وقارص).
- الإجارة: وهي اختلاف الروي بحروف متاعدة المخارج كـ(ذميم، وقتيل).
- التحريد: وهو تنوُّع الأضرب في القصيدة الواحدة، كقول محمد صادق عرنوس:
بأم القرى حط الرحال فهاله = إعادتها عادًا وبغيَ ثمودِ
فكم أزهق الأعراب نفسًا زكية = لأتفه شيء عند صاحبها تودي
حيث إن البيت الأول من بحر الطويل (محذوف الضرب)، والبيت الثاني من بحر الطويل (صحيح الضرب)، فاجتمع ضربان من البحر في قصيدة واحدة.
- السناد : وهو نوعان:
1- ما يتصل بالحروف، وهو بدوره نوعان:
أ- سناد الردف: وهو دخول حرف علة في كلمة القافية في بيت دون آخر، كقول طرفة بن العبد:
إذا كنت في حاجة مرسلًا = فأرسل حكيمًا ولا توصه
وإن ناصح منك يومًا دنا = فلا تنْأ عنه ولا تقصه
ب- سناد التأسيس: وهو ذكر ألف التأسيس في كلمة دون أخرى من كلمات القافية، كأن تجتمع كلمتا (مسلم، عالم) مثلًا ككلمتَيْ قافية في قصيدة واحدة، حيث إن الألف في كلمة (عالم) هنا تسمى ألف التأسيس.
2- ما يتصل بالحركات، وهو أنواع:
أ- سناد التوجيه: وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيَّد.
ب- سناد الإشباع: وهو دخول حرف مد بعد حرف الروي في بيت دون آخر في القصيدة الواحدة، كـ(مسلم، تكرمي)، فالياء في (تكرمي) تسمى سناد الإشباع.
ج- سناد الحذو: وهو اختلاف الصيغة الصرفية لكلمة القافية من بيت إلى آخر، كـ(عليْنا، سنِينا)، تأمل الكلمتين تجد أن الصيغة الصرفية لكل منهما مختلفة عن الأخرى.
انتهت محاضراتنا في العروض، راجيًا الله عز وجل أن أكون قد وُفقت في تقديم عرض ميسر، ذي نفع وفائدة..
اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا.

حسن عبد الفتاح خلف حسين الحضري

 

الاثنين، 6 مايو 2013

نورٌ أضاءت به الدنيا (شعر/ حسن الحضري)


امـــــدُدْ يــديـــكَ لـحــبــل الله واعـتَــصِــمِ
واستـغـفـرِ الله مِـــن جُـــرْمٍ ومِـــن لَـمَــمِ

فالله ربُّـــــــك غـــفَّــــارٌ لـــمــــن قَــفَــلَـــتْ
بـــه الـرِّكــابُ إلـــى التـسـبـيـح والــنَّــدَمِ

هـــو الـــذي بـعــث المـخـتـار شـافِـعَـنـا
فـشـقَّ بالـنـور مــا أعـيَـا مِــن الظُّـلَـمِ

جــــــاءت ولادتــــــه بـــشـــرى ومُـــنــــذرةً
وفــي الـخـلائـق كـــم غـــاوٍ ومعـتَـصِـمِ

سـمَّـاه ربُّــك فــي الـتــوراة قـــد عـلِـمـوا
مِـن أمـةٍ فضلُهـا يسـمـو عـلـى الأمــمِ

واخـــــتــــــاره الله أمـــــيًّــــــا يــعــلِّــمُــهـــم
لــم يـتـلُ مِـــن كُـتُــبٍ أو خـــطَّ بالـقـلـمِ

لــم تـلـقَ أمــك حـيـن الـوضـع بـشَّـرهـا
ممـا تلاقـي الحبالَـى مِـن أســى الألــمِ

وارتــدَّتِ الـجـنُّ حـيـن ارتــاد مُنْصِتُـهـا
إلــى السـمـاء وذاقــوا الــذلَّ مِـــن أَمَـــمِ

وأيــقــنــوا أن ذاك الأمــــــر مـنــكــشــفٌ
عن حادثٍ جلَلٍ في الأرض ذي عِظَمِ

واهـتــزَّ إيـــوان كـســرى حـيــن عـايـنــه
نــــورُ الـنـبــيِّ فــأرجــاه إلــــى الـسَّــقَــمِ

فــي لـحـظـةٍ شَـهِــدَ الـتـاريـخُ روعَـتَـهـا
ومـشـهـدٍ أوقَــــفَ الـدنـيــا عــلــى قَــــدَمِ

نـــورٌ أضـــاءت بـــه الـدنـيــا وبـشَّـرَهــا
بــفــضــل ربِّــــــك بـــالآيـــات والــحِــكَـــمِ

مِن محتدٍ طاهـر الأنسـاب ذي شـرفٍ
عـــــفٍّ نــقـــيٍّ تــقـــيٍّ غــيـــر مــرتــجــمِ

حَــــبَـــــاه ربُّــــــــــك إن الله ذو مِـــــنَـــــنٍ
أمـانــة الـديــن والـدنـيــا إلــــى الـنَّـسَــمِ

والــكــون يـنـطــق بالـتـوحـيـد يُتْـبِـعُـهـا
شـهــادةً لـــك لـــم تـشـطـطْ ولـــم تَـخِــمِ

يـــا صـادقًــا يـــا أمـيـنًـا لـيــس يَـعْـدِلُـه
في النـاس مِـن أحـدٍ فـي تِلْكُـمُ الشِّيَـمِ

إذا هـــــمُ انـصــرفــوا يــومًـــا لـبـاطـلـهـم
أبَــيْــتَ فــــي عــــزة الـتـوحـيـد كـالـعَـلَــمِ

ما زلـتَ فـي الغـار تدعـو الله معتكفًـا
حتـى هـداكَ إلـى العظـمـى مــن النِّـعَـمِ

جُــعِــلْــتَ خـــاتـــم رُسْــــــلِ الله كــلــهـــمُ
يــا خـيـر مخـتَـتَـمٍ مِـــن خـيــر مخـتَـتِـمِ

قـد عـاهـدوا الله يـومًـا حـيـن عاهـدهـم
لَـيـؤمِـنُـنَّ بــــه فـــــي ســاحـــة الــحَـــرَمِ

دعـــوتَ قــومــك للـتـوحـيـد فـانـصـرفـوا
إلا قــلــيــلًا بــحــقــدٍ غـــيـــر مــنــصـــرمِ

وقــلـــتَ إنـــــي رســــــول الله فـاتَّـبِــعــوا
ديـنــي فـإنــي نَــصُــوحٌ غــيــر مـكـتَـتِـمِ

سـبـحــان ربِّــــكَ عــمــا قــــال قـائـلـهــم
ويـضـربـون لـــك الأمـثــال فــــي دعَــــمِ

والله ربُّـــــــــــــكَ عـــــــــــــلَّامٌ بــــأفــــئـــــدةٍ
ضلت سبيل الهُدَى في ساحـة الظُّلَـمِ

إن يــخــذلـــوك فــجُــنـــدُ الله مُــرْسَـــلَـــةٌ
وحُـكْــمُ ربِّــــك مــــاضٍ خــيــر مـحـتـكَـمِ

لــو شـــاء ربُّـــك لـــم يـكـفـر بـــه أحـــدٌ
لــكــنَّ ربَّــــك يــهــدي أحــســـن الـقِــيَــمِ

فـاصـبـر لــــه فـقـضــاء الله ذو سَــعَــةٍ
ولـيــس مـــن يـطـلـب العُـلْـيـا بـمـرتـغـمِ

قـد كــان فــي أمــم الأســلاف موعـظـةٌ
مِـن قـوم نــوحٍ إلــى عيـسـى وفــي إرَمِ

هــم يمـكـرون وربُّ الـعـرش يمهـلُـهـم
والـدهــر يـجــري بـخــطِّ الـلَّــوْحِ والـقـلـمِ
30/ 11/ 2003م