اعلان

الجمعة، 24 يوليو 2015

نديم التجلِّي (شعر/ حسن الحضري)

وقــد أختـلـي بـعــد الـعِـشـاء  بـإخــوة 
            ندامـى علـى كـأس المحبـة والـذكـرِ
إذا عبَّق الساقـي الكـؤوس تمايلـتْ 
            ببِشـرٍ وترحـاب يـروق مــع السـكْـرِ
وقـارع منهـا القـلـبَ طـيـفٌ ونسـمـةٌ
            يَسِيحان بالغفران في ساحة الشكرِ
وناهيك عن دعـوى الملائـك بينهـم 
           وتسبيـح أرواحٍ تـطـوف مــع الـبـدرِ
15/ 12/ 2003م

أين الرقابة على مراكز البحوث الدينية؟!! (بقلم/ حسن الحضري)

حين يعبث أصحاب المال من رجال الأعمال بمشروعٍ دنيويٍّ بغرض التربُّح منه؛ فهذا أمرٌ وارد في هذا العصر الذي تحاول فيه الحكومات التفلُّت من دورها مما يتيح لأصحاب المال الفرصة للنفاذ إلى ما يريدون من خلال تبنِّيهم لمشاريع بعينها؛ لكن الطامة الكبرى حين يتعدى عبث هؤلاء ليمسَّ الثوابت الدينية التي أمرنا بها الله ورسوله والتزم بها علماء الأمة منذ صدر الإسلام!!!
انتشرت المراكز البحثية في السنوات الأخيرة، وكثير منها يعمل في الظلام فلا رقابة ولا حساب، ومنها مراكز البحوث الدينية؛ التي من المفترض أن لها أثرها الواضح من خلال ما تنتج من مطبوعات ومنشورات معظمها مخالفٌ لحقائق الأمور، ورسالتهم الأولى والأخيرة نشر فكرٍ جديد تُعرف به مؤسستهم أو مركزهم البحثي دون اعتبار لمدى صحة هذا الفكر وسلامته من العطب.
يجب على الأجهزة المعنيَّة أن تضع رقابة حاسمة على مراكز البحوث الدينية؛ من خلال متابعة أفكارها وإنتاجها، بل وفي المقام الأول تقييم المستوى العلمي للباحثين من خلال الوقوف على قدراتهم العلمية والعقلية مِن فهمٍ وتحليل واستنباط وغير ذلك من آليات البحث العلمي، وأيضًا متابعة العلاقة بينهم وبين أصحاب هذه المراكز والمسؤولين عنها؛ الذين يسخِّرون بعض الباحثين مِن مرضى القلوب في الترويج لأفكارهم الخاصة أو في سرقة بحوث زملائهم من الباحثين النابهين والعبث بها على طريقتهم التي لا أثر لها إلا هدم المجتمع وتفتيته.
7/ 4/ 2015م

ثقافة الوعي؛ وثقافة التطفل (بقلم/ حسن الحضري)

لا يختلف اثنان حول فساد بعض كبار المسؤولين في مختلف وزارات وهيئات أيةِ دولة من دول العالم؛ بل وربما وصل هذا البعض إلى النصف أو زاد على ذلك كثيرًا، وربما توطأت هيئة بأكملها على الفساد؛ لكنْ هناك فارق كبير بين توجيه النقد إلى أولئك المفسدين وبين التطفل عليهم بغرض استغلالهم والتسلق إلى المصالح الخاصة عن طريقهم..
فحين يتناول هذه القضايا أحدُ الكتاب أو المفكرين من الأدباء والعلماء؛ بغرض النقد والتوعية؛ فإن هذا أمر وارد، بل ومطلوب وواجب فِعله؛ لكن حين يقوم بعض المحررين المبتدئين -ممن لا فكر لهم ولا رؤية- من ناقلي الأخبار ببعض الصحف الهابطة المتسلقة أو المواقع الإلكترونية التابعة لها؛ بنقل أخبار هؤلاء المفسدين ثم التظاهر بأنَّ هناك حربًا فيما بينهم –لا سبب لها إلا مجرد نقلهم لأخبارهم بغرض ابتزازهم- فإن هذا تطفُّلٌ ونفاق بيِّنٌ؛ لأن أهدافهم تختلف عن هدف الكتاب والمفكرين.
إن هؤلاء المتطفلين ومن يساندهم لا يدركون أنهم بحماقتهم هذه يعرقلون المصلحين من الكتاب والمفكرين عن القيام بدورهم في التصدي للفساد والقضاء عليه؛ لأن كل ذي عقل حين يرى طبيعة هذه المعارك الهزلية بين كبار المفسدين وبين هؤلاء المتطفلين سيعتقد أنه لا وجود للفساد أصلًا وأن الأمر لا يعدو كونه محاولة ابتزاز واستغلال يقوم بها هؤلاء السفهاء الذين يعملون لحساب بعض الصحف والمواقع التي تتخذ مِن مثل هذه المعارك الوهمية مصدرًا للكسب غير المشروع.
الجمعة: 12/ 6/ 2015م

الإبداع والتخصص وإشكالية الفصل بينهما (بقلم/ حسن الحضري)


نتناول هذه القضية بنظرة محايدة؛ فأهل الإبداع زملاء لي -كَوْني شاعرًا وناقدًا- وأهل التخصص زملاء لي –كَوْني خريج قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وأعمل في مجال البحث اللغوي بفروعه المتعددة منذ سنوات..
نتكلم أولًا عن أهل الإبداع: وكلامي هنا عن المبدعين غير المتخصصين؛ حيث نراهم في أحايين كثيرة يتصرفون وكأن الموهبة تغنيهم عن القواعد والأصول الثابتة التي هي من مقومات الإبداع قبل كل شيء، فتراهم يقعون في أخطاء ربما تبدو لهم يسيرة أو تافهة إلا أنها تقلب المعنى رأسًا على عقب؛ فتراهم مثلًا يمدحون من أرادوا ذمه ويذمون من أرادوا مدحه.. وهكذا؛ وإذا أردتَ توجيههم بصفتك مبدعًا متخصصًا نظروا إليك باعتبار أنفسهم مخترقين لمجالك محترفين فيه.. فهؤلاء ذرهم إلى جهلهم فسيأتيهم بعد فوات الأوان من يوقظهم من غفلتهم..
أما أهل اللغة من غير المبدعين؛ فتراهم جاهلين تمامًا أن الشاعر يجوز له ما لا يجوز لغيره –بضوابط معروفة طبعًا- فإذا أردت أن تعظهم وتذكِّرهم بذلك؛ ذكَّروك هم بالقواعد –التي لا يحسنون منها غير حفظها بينما تحسن أنت استنباطها والتعامل معها؛ بمعنى الحفظ في الصدور كما يقال- فهؤلاء أيضًا ذرهم إلى جهلهم فسيأتيهم بعد فوات الأوان من يوقظهم من غفلتهم..
ويبقى في النهاية التفاوت في الإبداع والتفاوت في التخصص أيضًا؛ فمدى جودة وإتقان كلٍّ منهما هو العامل الفيصل في تحديد طبقتك التي تنتمي إليها بين طبقات المبدعين وكذلك المتخصصين.
20/ 8/ 2014م