اعلان

الثلاثاء، 14 مارس 2017

ثورة الشعر (شعر/ حسن الحضري)

هـتـف البـيـانُ فــراع قـلـبَ الـواجــلِ
يشكـو إلـى الرحـمـن مـكـرَ الـواغـلِ
شـوَّهـتُــمُ وجــــه الـقـريــضِ بــإمـــرَةٍ
قـامــت تـداهــنُ كـــلَّ وغـــدٍ خــامــلِ
ومـنـحـتـمُ الألــقــابَ كــــلَّ مـنــافــقٍ
بَهْـلٍ وضيـعِ الشـأنِ أحمـقَ جاهـلِ
ورمـيـتُــمُ لــغــةَ الـخـلــود بـصــخــرةٍ
عـــادت إلـيـكـم بـالـصــراخ الـثَّـاكــلِ
وظـنـنـتـمُ أنَّ الـقــريــض بـضــاعــةٌ
تُبـتـاعُ بالـمـال الخسـيـس الـغـائـلِ
إنَّ الـقـريـض أمـانــةٌ قـامــت بــهــا
أيـدي البيـانِ لـدى الخبيـرِ القـائـلِ
ليس الأميرُ منِ اصطفته عصابةٌ
بـاتــت تـهــدِّمُ كـــلَّ صــــرحٍ طــائــلِ
إنَّ الأمــيــر لَــمَـــنْ يــقـــوم بـحــقِّــه
ويـــذبُّ عــنــه كــــلَّ أهــــوجَ مــائــلِ
لا تـدَّعــوا نـظْــم الـقـريــض وأنــتــمُ
مُـلِــئــتْ شـفـاهـكــمُ بـلــحــنٍ قــاتـــلِ
الشِّـعـرُ صــرحٌ لـيـس يـقـربُ بـابَــه
إلا بـصــيــرٌ غــيـــرُ غـــــثٍّ مــاحـــلِ
هــو للفصـاحـة رمـزُهــا ووسـامُـهـا
مــا بـيـن مفـضـولٍ وآخـــرَ فـاضــلِ
أعمـاكـمُ حـــبُّ الـظـهـور فخـضـتُـمُ
بالجـهـل فــي أمــرٍ عـظـيـمٍ بـاســلِ
لـيــس التَّـمـنِّـي بالـمـقـرِّبِ حــاجــةً
مـا لـم يُشـفَّـع بالنـهـوض العـاجـلِ
وسـلِ الذيـن تقـدَّمـوا إن شـئـتَ أنْ
تـلـقَـى جـوابًــا فـيــه بُــــرءُ الـسـائــلِ
ألـقـيـتُــمُ بـالـشِّـعــرِ فــــــي أكــفــانــه
فأسـأتُـمُ رمـسًـا، وكــم مِـــن خـاتِــلِ
يـشـكـوكـمُ هــــذا الـقــريــضُ لــربِّـــه
فتـرقَّـبـوا يـــوم الـحـسـاب الـفـاصــلِ
يــــا أيــهــا الـسـفـهـاء لا تتـطـفـلـوا
هـيـهـات أن تَـــرِدوا مـقــامَ الـعـاقــلِ
مــا بـيـن أربــاب القصـيـدِ وبيـنـكـم
بَــــوْنٌ عـظـيــمٌ لا يُــقــاسُ لِـغــافــلِ
فــخُـــذوا طـريـقــكــمُ لأمــــــرٍ غـــيـــره
ودعـوا المجـال لكـل كـفءٍ واصــلِ
ودعــــوا أكـاذيـبًــا تـكـشَّــف أمــرُهـــا
مـا إنْ لهـا بيـن الـورى مِـن نـاقـلِ
وتصـنَّـعـوا بـعــضَ الـحـيــاء لـعـلَّــه
يشفـيـكـمُ مِـــنْ عَــضْــلِ داءٍ قــاتــلِ
الأربعاء: 21/ 12/ 2016م

الاثنين، 13 مارس 2017

لماذا مصر؟! (بقلم/ حسن الحضري)



التآمر على البلدان والشعوب، تتعدد أدواته وتختلف أشكاله؛ ومعلومٌ أننا نعيش عصر الغزو الثقافي والتآمر الفكري، الذي يلاحق بلدنا مصر بطريقة مبالغٍ فيها، من خلال أسلوب ممنهج، وخطة يظنونها مُحكمة.
وذلك التيار الجارف من التآمر الذي يسدِّد سهامه نحو  مصر؛ يعتمد على تأسيس ودعم مجموعة من المؤسسات الخاصة، متنوعة الأنشطة، بين ثقافيٍّ وحقوقيٍّ ودينيٍّ وغير ذلك، حيث يعمِد القائمون على هذه الكيانات؛ إلى استقطاب مجموعة من الأدعياء والمتطفلين، لتولِّي العمل فيها، بعد أن يغدقوا عليهم من المال والألقاب ما يرونه كافيًا لإغرائهم، وهم لا يعلمون أن هذه المؤسسات تستغل سفاهتهم وجهلهم في تشويه صورة مصر ومحاولة التقليل من شأنها في شتَّى المجالات.
ولا شكَّ أن اختيارهم لمصر، لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة؛ له أسبابه وأبعاده المتعددة؛ فهم يعلمون تمام العلم أن مصر لديها قدرات بشرية ذات كفاءة تكاد تكون منقطعة النظير، وهم يحاولون صرف الأنظار عن الإفادة من هذه الكفاءات، وهذا يدفعهم إلى تسليط الأضواء على بعض القامات القصيرة من الدهماء، ثم يرسمون من خلالهم صورة سيئة لمصر، لا تعبر عن وجهها الحقيقي.
والواقع المؤلم يكشف لنا تسلُّل هذه المؤسسات إلى الأجهزة الرسمية في الدولة، والسعي إلى عقد مشاريع مشتركة؛ في محاولة منها للتأصيل لنفسها ولعملائها القائمين على تنفيذ مخططاتها؛ وأحيانًا لا يدرك المسؤولون الرسميون حقيقة توجُّهات هذه المؤسسات، فيتجاوبون معها؛ ظنًّا منهم أنهم يؤدون دورهم في تشجيعها ودعمها.
ولمواجهة هذا التآمر الدنيء؛ يجب على الدولة أن تتحرك في اتجاهين اثنين متوازيين؛ أولهما: أن تسعى إلى الإفادة مما لدى أبنائها من كفاءات وقدرات وخبرات، وترسم بهم صورة مضادة تعبر عن الوجه الأصيل لمصر؛ وثانيهما: أن تضع آلياتٍ علميةً لمراقبة تلك المؤسسات المشبوهة، وفضحِ مخططاتها والقضاء عليها. 
يجب أيضًا على من يتعاملون مع هذه المؤسسات من ذوي الكفاءة والخبرة؛ أن يرفعوا أيديهم عن دعمها والتواصل معها، في حال اكتشافهم حقيقة توجُّهاتها، وأن يتعاملوا معها بما يردعها ويحبط مخططاتها.
الأحد: 12/ 3/ 2017م