اعلان

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

رسالة إلى خادم الحرمين (شعر/ حسن الحضري)

فـمَـن مُـبْـلِـغٌ سـلـمـانَ عـنــي رسـالــةً
بــــأنَّ بـحـوثــي لــــنْ تـضـيــعَ  هــبــاءَ
وقـد سَـرَقَ الدَّجَّـالُ بالأمـسِ صـالـحٌ
بــحــوثــيَ قـــســـرًا جـــهـــرةً  وخـــفــــاءَ
فـــــإنْ لـــــمْ تــردُّوهـــا فــأنــتــم  أذلَّــــــةٌ
وشــــرُّ ذلــيـــلٍ مَـــــن يــظـــنُّ  دهـــــاءَ
فــلا غـفــرَ الـرحـمـنُ مـنـكـم خطـيـئـةً
ولا قَــبِـــلَ الـرحــمــنُ مـنــكــم  دعـــــاءَ
أيَـنْــعَــمُ فـيــكــم ســـــارقٌ مـتـلـصِّــصٌ
فـــهـــذا لَــعَــمْــرُ اللهِ أنـــكَـــى  وبـــــــاءَ
أنــا الحـضَـريُّ المـاجـدُ الـبَـرُّ قــد رأوا
فـضـائـلـيَ الـعُـظـمَــى أشـــــدَّ  ســنـــاءَ
فـإنْ تعقِلـوا قـولـي وتنـهَـوا سفيهَـكـم
عــنِ الـشـرِّ يــزدَدْ بِـرُّكُـم حـيـث فـــاءَ
وإنْ تـتـركـوه فـــي الـغـوايـة فاعـلـمـوا
بـــأنَّ صـهـيـلَ الـحــقِّ أعــلــى  نــــداءَ
فـإنـي امــرؤٌ صـعـبُ الـمـراس مـؤيَّــدٌ
بنصرٍ مـن الرحمـن مِـن حيـث شـاءَ
سـأدعــو علـيـكـم كــــلَّ يــــومٍ  ولـيـلــةٍ
لـيـنـتـقـمَ الـرحــمــنُ مــنــكــم؛  جــــــزاءَ
وإنْ تـقـطـعـوا مــنــه الـيَــدَيْــنِ  فــإنـــه
وفـــــــاءٌ بـــأمــــر الله نِـــعــــمَ  وفـــــــاءَ
وكـــــان أبــوكـــم صــالــحًــا لا  تـــغـــرُّه
خــديــعــةُ قــــــومٍ ســـاومـــوه  رجـــــــاءَ
فكونوا كما كان انهضوا مِن سُباتِكم
فـــإنَّ لــهــذا الـعـيــشِ بــعــدُ  انـتـهــاءَ
17/ 11/ 2015م

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

العدل (شعر/ حسن الحضري)

اللهُ أكـــــبــــــرُ والآيــــــــــــاتُ  تــــرتَــــسِــــمُ
والـدهـرُ يـجـري بـمـا يُـبــدي لـــه الـقَـلَـمُ
الـعـدلُ أقْــوَمُ مـــا تـحـيـا الـشـعـوبُ بـــه
وخـيــرُ مـــا رَتَـعَــتْ فــــي ظِــلِّــهِ  الأمــــمُ
وطـاعــةُ اللهِ مـفـتــاحُ الــرخــاءِ، ومَــــنْ
يُعْرِضْ عنِ الحقِّ يومًا سـوف يَنْحَطِـمُ
وما بَنَيْـتَ علـى العصيـانِ مِـنْ عَـرَضٍ
وإنْ عَــــــلا ســـاعـــةً لا بـــــــدَّ  يَــنْــهَـــدِمُ
ألا تـرى الـقـومَ بـعـدَ العـيـشِ فــي رَغَــدٍ
أمــســـوا ومُـلْـكُـهُــمُ بـالــخــزي  مــرتــطــمُ
هـم شيَّـدوا صــرْحَ بـغـيٍ، تحـتَـه هلـكـوا
وهـــــم أدَارُوا كـــــؤوسَ الـــــذلِّ  تُـفْــتــدَمُ
وهـــــم أعـــــدُّوا لــهـــذا الــشَّـــرِّ  عُـــدَّتَـــه
واللهُ مِــــنْ فـوقـهــم مــــا فــوقــه  حَــكَـــمُ
قد كان فيمن مضـوا مِـنْ قبلهـم عظـةٌ
والدهـرُ أصْـدَقُ وعظًـا لــو هــمُ علـمـوا
لــــم يـنــظــروا عِــبَـــرَ الأيـــــامِ  خَـلْـفَـهُــمُ
واللهُ يـهـدي الـهُـدَى مَــنْ كـــان يـعـتـزمُ
ألـــــســـــتَ تـــعــــلــــمُ أنَّ اللهَ  مُـــطَّــــلِــــعٌ
يـعـفــو ويـصـفــحُ أو إنْ شــــاء يـنـتـقـمُ
قـــد قـلـتُـهـا قــبــلُ لــــولا أنــهــم  غـفـلــوا
عَـمُـوا وصـمُّـوا فـمـا تُلْـفَـى لـهــم هِـمَــمُ
طافـت عليهـم شياطـيـنُ الـضـلالِ فـمـا
عَـصَــوْا ومـــا خـالـفـوهـا حــيــث تــأتَــزِمُ
لـو كـان منهـم بصيـرٌ غيـر ذي وَسَـنٍ
لـكــنْ أبَـــوْا غــيــر كِــبْــرٍ بــــات  يـرتـغــمُ
فـأشـعَـلُـوهـا حــروبًـــا مـــــا لــهـــا  أَمَـــــدٌ
وأطـعَـمُـوهـا أنــاسًـــا مـــــا لــهـــم  حَـــــرَمُ
ألا يــــــرونَ نـــكـــالَ اللهِ قــــــد  بَـــــــدَرَتْ
مــنـــه الـســوابــقُ فــهْـــي الآن  تـلـتـهــمُ
اللهُ ســــــــنَّ لــــنــــا شــــرعًـــــا  وبـــيَّـــنـــه
لِـمَـنْ أراد الـهُـدَى، مِـــنْ دونِـــه الـظُّـلَـمُ
مــــا كــــان فــرعــونُ إلا بـالــذيــن  هُـــــمُ
قــد عـاضَـدُوه فَـهُــمْ مِـــنْ تـحـتِـه خَـــدَمُ
لـــــــو أنـــهــــم تـــركــــوه دون  غــايـــتِـــه
لارتـــدَّ عـنـهـا بـئـيـسًـا وهْــــو  مـعـتـصـمُ
لــكــنَّــهــم أوردوه شـــــــــرَّ مـــــــــا  وردتْ
بــه الـنـفـوسُ، وحـبــلُ الـغــيِّ منـسـجـمُ
هــم يـمـكـرون وربُّ الـعــرشِ يمهـلُـهـم
والـنـاسُ فــي غفـلـةٍ والـخـطْـبُ مفـتـغـمُ
أيــرتــجـــون خـــلــــودًا لا أبــــــــا  لــــهــــمُ
والمـوتُ يحـصـدُ مَــنْ ســارت بــه قــدَمُ
أم كـذَّبــوا بـالــذي جــــاء الـكـتــابُ  بــــه
أعنـي النُّشُـورَ، فـجـلَّ الخَـطْـبُ والـنـدمُ
لــقـــد رأيـــــتُ عُــــــرَى الأيــــــام  واثـــقـــةً
والنـاسُ مِـنْ حولهـا مــا إنْ لـهـمْ ذِمَــمُ
لقـد تكـشَّـفَ هــذا الخـطْـبُ عــن دَخَــنٍ
قـــد كــــان طَــــيَّ قــلــوبٍ حــرُّهــا  شَــبِــمُ
وأصــبَــحَ الــيــومَ كــــلٌّ يــدَّعـــي  شَــرَفًـــا
والأمـــرُ عـمَّــا قـريــبٍ ســــوف يـرتَـسِــمُ
ثُــرْنـــا لأجْـــــل ســـــلامٍ بـــــات  مُـطَّــرحًــا
والـحــربُ تـبــدو بَصِـيـصًـا ثـــم تـحـتــدمُ
ثُـرنــا لأجْـــل رخـــاءٍ ضـــاع مُـــذْ زَمَــــنٍ
فالـعـيـشُ مـضـطـربٌ والـصـفـوُ مـنـعــدمُ
ثُــرنـــا لـــعـــزَّةِ نـــفـــسٍ ســــــام  عــزَّتَــهــا
قـــــومٌ أبــاحـــوا شــقـــاءً بـــــات  يـلـتـهــمُ
والـنـفـسُ تـصـبــرُ حـيـنًــا ثــــم  يـدفـعُـهـا
إلـــى الــخــلاصِ إبــــاءٌ لــيــس  يـرتـجــمُ
ولـــلأمـــورِ عـــلـــى عــلَّاتــهـــا  حِـــــــوَلٌ
لـــــكــــــلِّ داءٍ دواءٌ ثـــــــــــم  يـــنـــحـــســـمُ
كم ضيَّعـوا مِـنْ تقـيٍّ غيـرِ ذي صَخَـبٍ
لــــم يــبـــغِ إلا كـفــافًــا وهْـــــو  مـحـتـكــمُ
كم ضيَّعوا تحت سَقْفِ الظلْم مِنْ خُلُقٍ
وكــم أبــادوا وكـــم جـــاروا وكـــم أثِـمُــوا
وكــــم دعــــاءٍ عـلـيـهـم بـــــات  يُـطْـلِـقُــهُ
قــلــبٌ نــقــيٌّ طــهـــورٌ لــيـــس  يـجــتــرمُ
قـد ضيَّـعـوا الـديـنَ والدنـيـا فـمـا ربـحـوا
إلا الــنــدامـــةَ تــغــشــاهــم  وتــصـــطـــدمُ
8/ 8/ 2011م

الأحد، 11 أكتوبر 2015

الغزو الثقافي وتدهور الأمم (بقلم/ حسن الحضري)



الثقافة ليست مجرد القراءة والاطلاع، أو التحاور وتبادل الآراء أو ما أشبه ذلك؛ بل هي منظومة معقدة ذات أبعاد متشابكة، تتداخل في كل شيء، فهي العامل المشكِّل للفرد بصفة خاصة وللمجتمع بصفة عامة من خلال عمليتي التأثير والتأثُّر.
بعض الناس ينظرون إلى الثقافة من منظور واحد، وهذا المنظور يختلف من فرد إلى فرد ومن جماعة إلى جماعة ومن بيئة إلى بيئة... وفي النهاية يصب هذا كله مجتمعًا في تعريف الثقافة، فالثقافة هي فكر الإنسان وعقيدته وعاداته وتقاليده وسلوكه وردود أفعاله.. حتى أنواع الطعام الذي يأكله، وألوان الملابس التي يرتديها وغير ذلك مما يتعلق بأنماط حياته المتعددة بمراحلها المختلفة؛ كل ذلك يندرج تحت مفهوم الثقافة.
من هنا يتبين لنا أن نُظم الحكم، وأساليب الإدارة، وطرق التنمية وغير ذلك مما يتعلق يالفرد أو الجماعة؛ ما هو أيضًا إلا جزء من هذه المنظومة الثقافية، وهنا يكمن الخطر؛ فإذا أرادت جماعة بشرية هدم جماعة أخرى فالسبيل الأوحد أمامها هو الغزو الثقافي؛ وهذا معناه هدم الثقافة السائدة في هذه الجماعة المراد احتلالها، ونشر ثقافة أخرى تساعد المحتل في الوصول إلى مآربه؛ لأن من طبيعة الغزو الثقافي تغيير النمط المعيشي للمغزو على النحو الذي يفرضه الغازي ليصل به إلى أهدافه ويحقق من خلاله غايته، فهو يستطيع من خلاله تغيير الفكر والعقيدة والسلوك وغير ذلك مما يتعلق بنمط حياة المغزو، فإذا أراد تدمير اقتصاده مثلًا فإنه قادر على ذلك من خلال تغيير أفكاره ورؤاه في التعامل مع الاقتصاد، وتوجيهه من خلال أفكار ورؤى أخرى يفرضها عليه من خلال عملية الغزو الثقافي ثم يتركه ليتعامل بها؛ وكذلك الأمر في أي مجال من مجالات الحياة.
الأمر جدُّ خطير، فيجب على الدولة مراعاة ذلك والتصدي له من خلال تأصيل الثقافة الأصيلة في نفوس أفراد المجتمع والعمل على تنميتها والنهوض بها. 
8/ 4/ 2015م