اعلان

السبت، 28 ديسمبر 2013

طال عهد السهاد (شعر/ حسن الحضري)

طـــال عـهــد الـسـهـاد بالـسَّـحَـرِ
وســـــــؤال الــنـــجـــوم  والــقـــمـــرِ
عن مهاةٍ كالشمس أبرَقَ منها
طارق الوجدِ فـي دجـى السَّهَـرِ
كلما قلت قـد دنـا الوصـل منهـا
بـــادرتْ ظـنــي بالـمـنَـى الأُخَــــرِ
تتراءى مِن خلْف سِتـر التنائـي
بـشـجـونٍ سُـطِــرن فـــي الـقَــدَرِ
25/ 12/ 2013م

مصر.. والنابغون (شعر/ حسن الحضري)

يقولـون مصـر أنتـجـتْ ثــم أرضـعـتْ
فـصـانــت فــوفَّــتْ للـجـمـيـع بـمـشـهـدِ
كـذبـتــم وربِّ الـبـيــت لــســتُ بـنــائــلٍ
ســوى حـسـرةٍ منـهـا تُـسَـعِّـرُ مـرقــدي
تَـقـاسَــمــهــا قــــــــومٌ لــــئــــامٌ  أذلـــــــــةٌ
وبـؤت بخـزيٍ رغــم علـمـي ومحـتـدي
وقـــد سـلـبـتْ مــنــي ســلائــبَ جــمَّــةً
قــعــدتُ لــهــا أبــكــي كـثــيــر  الـتــنــدُّدِ
فكـم غايـةٍ عظمـى بهـا كـنـتُ أهلـهـا
تَخَـطَّـفَـهـا بــغــيُ الـلـئــام مــــن  الــيـــدِ
فأصبـحـتُ فيـهـا أكـتُـم الـعـلـم عـنـهـمُ
أضــــنُّ بــــه ضــنًّــا ولــســـتُ  بـمـعـتــدِ
أَأُخْـــرِجُ عـلـمـي بــيــن قــــومٍ  رأيـتـهــم
يسومونـنـي ســـوء الـهــوان بـمـرصـدِ
فدَعهم لدى الظلماء في ليلة الدجى
ويَسْـخَـُر علـمـي مـنـهـمُ غـيــر مـقـتـدِ
تقلَّبْـتُ فـي البأسـاء منهـم ولـم أكــن
جـزوعًـا وعـنـدي الـعـلـم خـيــرُ مـؤيـِّـدِ
فإنْ أُوتَ حقـي فـي علائـي ورفعتـي
وإلا فـــمـــا مــنــهـــم إلـــيــــه  بـمــهــتــدِ
ولِــي محـتـدٌ مـِـن قـبـل هـــذا سـنـامُـه
بـأفْــق الـثـريَّـا مِــــن طــريــفٍ ومـتـلــدِ
11/ 11/ 2010م

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

رأيت بنور الله (شعر/ حسن الحضري)

رأيـتُ بنـور الله مــا هــو واقــعُ
فقرَّتْ بأجفانِ العيونِ المدامعُ
ألسـتَ تـرى أن الأمـور مردُّهـا
إلى ربها لا مـا تشـاء الدوافـعُ
فعما قريبٍ ينجلي سِتْرُ خِدْرِها
وتجـري بهـا نعماؤهـا والقـوارعُ
فَلُذْ بحظار الصبر منها فإنمـا
لصبرك بابٌ دونه الهمُّ خاشعُ
10/ 12/ 2013م

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

اللقاء الأخير (شعر/ حسن الحضري)

ولـمَّـا التقيـنـا أعـرضـتْ وتقـلَّـبـتْ
فأيقنـتُ أنَّ البـيـن لا شــك نــازلُ
وفاضت دموع العين ثمَّتَ أنذرتْ
بسُهدٍ طويـلٍ دونـه الشـوقُ قاتـلُ
فلملمـتُ أشـلاء الـفـؤاد وقـلـتُ لا
بقـاء لنـا فانظـر لِمَـا أنـتَ فـاعـلُ
فلجلجَ في صـدري وقـال ألا تـرى
فهـذي نُـدُوبُ الوجـد فيـكَ مـواثـلُ
فـصـبـرًا ولا يقـتـلْـك وجًـــدُك إنـمــا
هو الدهر يمضي والأمور قوابـلُ
24/ 9/ 2013م

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الثقة.. والغرور (شعر/ حسن الحضري)

نُـبِّـئــتُ أقــوامًــا تــلــوم بــــلا سَــبَــبْ
قــد كــان فـــي هـــذا مـثــارٌ للـعَـجَـبْ
زعـمــوكَ مـغــرورًا، ولــســت كـذلـكــم
لـكـنـهـا ثــقــةٌ تــبــدَّتْ عـــــن كَــثَـــبْ
إنــي امــرؤ سـطَّـرتُ مـجــدي واثـقًــا
أحدو الطريف بمُتْلَدٍ صافي القَشَبْ
بُلِّغْـتُ غايـة مـا أشــاء ولـيـس بــي
سفه الغرور وليـس يَقْرَبُنـي عَطَـبْ
أيـــكـــون مـــغـــرورًا مُــبَــلَّــغُ غـــايـــةٍ
قــد بـــات يـحـمـد ربـــه عـمــا وَهَـــبْ
إنَّ الـــغــــرور حــمـــاقـــةٌ جُـنِّـبْــتُــهــا
إذْ لـيــس يَقْـرَبُـنـي بـــرأسٍ أو ذَنَـــبْ
ليـس التـواضـع أن نقـلِّـلَ قــدْرَ مَــن
رفـــع الإلـــه مـكـانـه فــــوق الــرُّتّــبْ
إنَّ الـتــواضــع أن يـعــيــش بــحــقــه
دون انتقـاصٍ مِـن عـلاءٍ قـد وُهِــبْ
إن كــــان ذلــكــم الــغــرورَ فـمـرحـبًــا
أهـلًا بـه مِـن حيـث حـلَّ وقـد وجـبْ
15/ 10/ 2013م

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

لِلَّيْلِ في أعيني (شعر/ حسن الحضري)

دعــــاك شــجــوك فـالأجــفــان ســاهـــرةٌ
تـذري الدمـوع وحبـل الوصـل منـبـوذُ
مـــا كــنــت تـصـنــع والأقــــدار غـالـبــةٌ
وهــل تُـحِـيـرُ لـــدى الـصــب التـعـاويـذُ
شــطـــت بـنــومــك وهْـــــي الآن راقـــــدةٌ
وقلبهـا عـن عــوادي السـهـد ملـهـوذُ
وكـــل صـــبٍّ إذا طـــاب الـوصــال لــــه
مـضـى إلـيـه وقـلــب الـصــب مـأخــوذُ
دعـت فـؤادي إلــى التسهـيـد خرعـبـةٌ
تـمــلَّــكــتْ أمـــــــره والــبــيـــن مــشـــحـــوذُ
فاستـعـبـرت أعـيـنـي والـلـيـل يـدفـعـهـا
إلـــى قـضــاء لـديــه الـحـتـف مـخـلــوذُ
يــــا غــــادةً ولَّــهــتْ قـلــبــي فـأرسـلـهــا
تـتـرى نــداءاتِ شــوقٍ دونـهـا الـعــوذُ
رفــقًــا بـقــلــبٍ أجـــــدَّ الــشـــوق قِـتْـلَـتَــه
تحـنـو عـلـيـه بـهــا الـصــم الجهـابـيـذُ
فـــإن أبـيــتِ ســـوى قـتـلــي بـصـارخــةٍ
      مِن سحرِ عينيك ما تجدي الأماليذُ
لـلـيــلِ فـــــي أعـيــنــي حــكـــمٌ تـعـهَّـدهــا
ولـــلـــفـــراق إذا مـــــــــا بِــــنْـــــتِ تــنــفــيـــذُ
23/ 11/ 2010م

الأحد، 27 أكتوبر 2013

يا خلَّة النفس (شعر/ حسن الحضري)

أصـبـحــتُ فـــــي نـعــمــةٍ لله أحـمــدُهــا
فـي ظـلِّ قربِـكِ، بـات القـلـب يَنْشُـدُهـا
فــحــقَّـــق الله أحــــلامــــي وأســعـــدنـــي
بــهــا فــبــتُّ قــريــر الـعـيــن أرصــدُهــا
يــا خُـلَّـة الـنـفـس إنـــي هـائــمٌ وَصِـــبٌ
أبِـــيـــتُ لــيــلــي بــأشــجـــانٍ أردِّدُهـــــــا
الشوق في مهجتي والدمع في حَدَقي
وتــلــك أنــجُــمُ لـيـلــي بـــــتُّ أشـهِــدُهــا
جـــودي عـلــيَّ بـوصــلٍ ظَـلْــتُ أرقــبــه
والـعــيــن تـــــذري وأشــواقـــي تـؤيِّــدُهــا
مـــا لـلـفـؤاد ســـواكِ الـيــوم مِـــن أمــــلٍ
أو دون طـيـفــكــمُ لـلـعــيــن يـسـعــدُهــا
هـــذا فــــؤادي فـشُـقِّـيـه لــكــي تَــجِــدِي
بــــــه غـــرامَـــكِ لـــلآهـــات يـحــشــدُهــا
مـتــى الـلـقـاء فـإنــي غـيــر مـصـطـبـرٍ
ولـســتُ أدري لنـفـسـي مـــا يـضـمِّـدُهـا
مــا كـنـتُ أحـسـب أنَّ الـحـب يأسـرنـي
ولا رجـــــوتُ لـنـفــســي مــــــا يـقـيِّــدُهــا
لــكــنَّ حــبَّــكِ راعَ الـنــفــسَ فـابــتــدرتْ
إليـه تسـعـى وشــوق القـلـب ينْضـدُهـا
8/ 10/ 2013م

الخميس، 10 أكتوبر 2013

نورٌ أضاء المَشْرِقَيْنِ (شعر/ حسن الحضري)

الـــنـــورُ أشــــــرق بـالـمـيــامــنِ رتَّـــــــلا
آيــــاتــــه الــقـــمـــر الــمــنــيــر وبــــجَّــــلا
نـــورٌ أضـــاء المَـشْـرِقَـيْـنِ وجــــاوزتْ
أعـــلامــــه الآفــــــــاق هَــــدْيًــــا أمْــــثــــلا
عَـــلَــــمُ الــنــبـــوة لاح فـــــــي عـلــيــائــه
فـتـقـهــقــرت جـــــــن الــغــوايـــة خُـــــــذَّلا
وتـصـدعــتْ أعـــــلام كــســـرى هـيــبــةً
لمَّـا جَــلَا مــن نــور أحـمـد مــا جَــلَا
يــــــوم كــــــأن الـــدهـــر حــــــل رحـــالـــه
فــيــه فـلـبَّــى الأمـــــس والــغـــد مُــثَّـــلا
يــــا رايـــــةً رُفــعـــتْ بــنـــورك تـهــتــدي
فــــي نــورهــا الـدنــيــا بــهـــاءً أكــمـــلا
يـا صـفـوة الـرسـل الـكـرام وخـاتـم الـ
ـنُّـبَـآء يــا خـيـر الـــورى مَـهْــدَ الـعــلا
أُرسلـت بالنـور المبيـن إلـى الـورى
فـضـلًا مــن الـرحـمـن شـــاء تَـفَـضُّـلا
يهدي به الرحمن من شاء الهدى
ويـضـل مَــنْ تَـخَـذَ الـضـلالـة مـعـقـلا
يـــــــا صـــادقًــــا بَـــــــرًّا أمــيـــنًـــا ديــــنــــه
مـــــن وحـــــي ربـــــك بـالــعــلاء تـــنـــزَّلا
إن كـــذبـــوك فـــــــإنَّ صـــدقــــك بَـــيِّــــنٌ
يـهــدي لـــه الـرحـمـن صـمًّــا جــنــدلا
أو يــخــذلــوك فــــــإن ربـــــــك نـــاصــــرٌ
ومـــلائــــك الــرحــمـــن حـــولــــك نُـــــــزَّلا
وكــفــاك شــــر الـهـازئـيـن فـأصـبـحـوا
لــلـــنـــاس أمــــثــــالًا وبــــاتــــوا خُـــــــــذَّلا
تـدعــو إلـــى الـرحـمـن دعـــوة واثـــق
    وتـذود عـن حـوض الشريعـة أعـزلا
وتـلـيـن فـــي الـقــول اتـقــاء فـظـاظـة
وتـجــود بالـمـعـروف سـمـحًـا مُـقْـبِــلا
وتجود بالعفو الجمبل عـن المسـيـ
ـئ ســـمـــاحـــة وتـــكـــرمًـــا وتـــفـــضُّـــلا
آيـــــــــات ربـــــــــك لا تــــــــــزال مـــــؤيـــــدًا
لـــك نـاصــرًا لِـمَــنِ اسـتـطــاب تـعـقُّــلا
وحــبـــاك بـالـمــعــراج كـــامـــلَ نــعــمــةٍ
حـيـن ارتقـيـت بفضـلـه فـــوق الـعــلا
وأراك آيــــــــــــات تــــجــــلَّـــــى نــــــورهـــــــا
فَـبِــأَيِّــهَــا كـــفــــروا ورامــــــــوا مــــوئــــلا
وهـجـرت دار الـشــرك هـجْــرَ مـؤمِّــلٍ
فــتــحًــا قــريــبًــا قــــــد أتــــــاك مــهــلـــلا
وحَّــدت بـيـن الخزرجـيـن فأصـبـحـوا
روحـيــن فـــي جـســد يـشُــوق تـأمُّــلا
الــــعــــدل روح والــشــريــعــة مــنـــهـــج
قــــد ســـــاد آفـــــاق الــدُّنـــا مـسـتـقـبـلا
أتممـت بالحسنـى المكـارم فانتهـت
فـــوق الـــذرا بــيــن الـشـمـائـل مــنــزلا
وأريـــت أهـــل الـكـفــر كــيــف مـآلـهــم
وكـذاك مـن ضــل الـهـدَى أو ضُـلـلا
هــدَّمـــت صـــــرح بـنـائـهــم فـتـهـدَّمــوا
وتــركــتـــهـــم عـــــبـــــرًا وراءك هُـــــمَّـــــلا
وبــرايــة الــشـــورى أقــمـــت دعـائــمًــا
لــلــديــن تـــهــــدي مـــــــن أراد تــمــثُّـــلا
فبـأي شـيءٍ يكفـرون علـى المـدى
أم مـــــا يــجــيــب مـجـيـبـهــم مـتـعــلــلا
إن يـحْــرقــوا دســتـــورك الأبـــــديَّ أو
يـبــغــوا فـــســـادًا فــــــي الــبــريــة أرذلا
فالله ربـــــــك قــــــــد رعــــــــاه بــحــفــظــه
والله خـيــر الحافـظـيـن عـلــى الـمــلا
لــــيـــــرد كــــيـــــد الــعــابــثــيــن فــكــلـــمـــا
ظـــنـــوا الــصــبــاح رأوه لـــيـــلًا ألـــيـــلا
والـمـوكــب الـمـاضــي إلــــى عـلـيـائـه
سـيـظـل أسـمــى العالـمـيـن وأفــضــلا
4/ 10/ 2010م

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

عَقَدَ الأسى بالقلب (شعر/ حسن الحضري)

عَـقَـدَ الأَسَــى بِالـقَـلْـبِ حَـبْــلَ وِدَادِ
وَدَعَــا الـفُـؤَادَ لِـحَـدِّ سَـيْـفِ سُـهَـادِ
وَدَهَـتْـكَ أَشْـجَــانُ الـعَـشِـيِّ كَـأَنَّـهَـا
رُسُــــلُ الـمَـنُــونِ بِـجَـيْـئَـةٍ وَطَـــــوَادِ
فَـزَجَـرْتُ بَــادِرَةَ الـدُّمُـوعِ فَأَمْسَـكَـتْ
وَتَـرَفَّـقَــتْ عَــبْــرَ الأَسَــــى الــوَقَّــادِ
لَا يَسْتَقِـيـمُ الـدَّهْـرُ عَـيْـشًـا وَاحِـــدًا
وَمَــــــآلُ كُـــــــلِّ قَـسِــيــمَــةٍ لِــنَــفَـــادِ
دَعْ مَـاضِـيَ الأَيَّــامِ فِــي وُكُنَـاتِـهِ
وَانْـظُـرْ شُجُـونَـكَ عِـنْـدَ كُـــلِّ وَفَـــادِ
وَاصْبِـرْ كَمَـا صَبَـرَ الَّـذِيـنَ تَقَـدَّمُـوا
أَوْ شُــنَّ حَـرْبَـكَ غَـيْـرَ ذِي إِخْـمَـادِ
فَلْيَـعْـلَـمِ الأَقْــــوَامُ أَنِّــــي لَــــمْ أَكُــــنْ
عَــــنْ هَــــذِهِ الــوَيْــلَاتِ ذَا تَـــــرْدَادِ
لَـكِـنَّـنِـي أَرْبَــــأْتُ نَـفْــسِــيَ عَـنْــهُــمُ
لَا خَــوْفَ حَـتْـفٍ أَوْ حِــذَارَ جِـــلَادِ
بَــــلْ عِــــزَّةً لَا أَسْـتَـبِـيـحُ خِـبَـاءَهَــا
وَصَـلَابَــةً تَـطْـغَـى عَـلَــى الأَحْـقَــادِ
وَلَـــرُبَّ يَـــوْمٍ فِـــي هَـــوَاكِ قَطَـعْـتُـهُ
بِـالـصَّــفْــوِ مُـتَّـشِــحًــا وَكُـــــــلِّ وِدَادِ
جَـاوَزْتُ فِيـهِ الأُفْــقَ لَا مُتَغَطْـرِسًـا
أَوْ خَــابِـــئَ الــوَهَـــدَاتِ وَالأَنْـــجَـــادِ
فَوَقَفْـتُ بَـلْ وَقَفَـتْ تُحَـاكِـي نَجْـمَـةً
بَــرَزَتْ مِــنَ السَّـدَّيْـنِ ذَاتَ وِسَـــادِ
عُلِّـقْـتُـهَـا بَــيْــنَ الــتَّـــرَدُّدِ وَالــنَّـــوَى
بَـلْ بَـيْـنَ ذَاكَ وَبَـيْـنَ أَسْـحَـمَ غَــادِ
فَــإِذَا سَـأَلْـتِ أَجَــابَ عَـنِّــي وَقْـعُــهُ
وَإذَا سَــكَـــتِّ يَــكُـــونُ بِـالـمِــرْصَــادِ
وَإِذَا حَـلَـلْـتِ كَـمَــا حَـلَـلْـتُ فَطَـالَـمَـا
جَـمَـعَ الـهَـوَى قَلْـبَـيْـنِ بَـعْــدَ بِـعَــادِ
وَإِذَا صَـدَعْـتِ بِـقَـوْلِ وَاشٍ رُبَّـمَــا
جَـــازَ الــفِــرَاقُ لِــقَــوْلِ وَاشٍ عَــــادِ
بَــلْ أَنْــتِ قَــدْ أَيْـقَـنْـتِ أَنَّ صَـبَـابَـةً
غَلَبْـتَ عَلَـى الأَحْشَـاءِ ذَاتَ نِـهَـادِ
مَـصْــقُــولَــةً أَوْ دُونَ ذَاكَ فَــكُـــلُّـــهُ
عَـبَـثًـا يَــكُــونُ وَعِــبْــرَةً لِـلـصَّــادِي
فَـأَجَـأْتُ نَفْـسِـي وَالـنَّـوَى مُسْتَـأْسِـدٌ
وَالـوَصْـلَ تَـرْقُـبُ مُهْـجَـتِـي بِـسِــدَادِ
وَالـقَـلْـبُ بَـيْــنَ كِلَـيْـهِـمَـا مُـتَـأَرْجِــحٌ
يَـدْنُـو وَيَـأْبَـى مِــنْ مَـخَــافِ وَفَـــادِ
فَأَصَابَ فِي وَضَـحِ النَّهَـارِ حَقِيقَـةً
مَــرْبُــوعَــةَ الـشَّـفَـقَـيْــنِ بِــالإِخْــفَــادِ
يَعْلُـو بِـهَـا الآفَــاقَ مِــنْ أَوْصَابِـهَـا
وَيَــحُـــوزُ كُـــــلَّ مُــطَـــرَّفٍ وَتِــــــلَادِ
وَبِهَا اسْتَقَلَّ القَلْبُ عَـنْ أَضْغَانِكُـمْ
وَعَـــنِ الـعِــدَى وَمَـكَـامِـنِ الأَحْـقَــادِ
وَتَــأَبَّــقَـــتْ أَشْــجَـــانُـــهُ وَتَــــأَزَّفَــــتْ
بِـخُـسُـوفِ بَـــدْرٍ أَوْ بُـــزُوغِ عَــــوَادِ
فَــإِذَا دَعَـتْـكَ مُنِـيـبَـةً فَـاقْـنَـعْ بِـهَــا
أَوْ تَشْرَئِـبَّ مَـعَ السَّـنَـا المُتَـهَـادِي
فَاجْـتَـثَّ أَوْ فَاقْـتَـصَّ مِــنْ أَنْوَائِـهَـا
أَوْ فَاعْفُ وَاصْفَـحْ فِـي عَـلَاءٍ بَـادِ
فِي لَيْلَـةٍ مِـنْ دَأْبِهَـا الإِتْحَـافُ أَعـ
ـنَـتَـهَــا الــسُّــرَى بِـمُــطَــوِّفٍ طَـــــوَّادِ
فَـمَـضَــى يُـرَتِّـلُـهَـا الــفُــؤَادُ كَـأَنَّــمَــا
حَـدَجَـتْ عَوَاصِـفُـهَـا بِـغَـيْـرِ عِـمَــادِ
وَالـنَّـفْـسُ وَاجِــلَــةٌ كَــــأَنَّ عُـيُـونَـهَـا
سُـمِـلَــتْ فَــطَـــالَ بُـكَــاؤُهَــا بِـقَــتَــادِ
تَـصْـطَـكُّ فِــــي أَنْـدَائِـهَــا مَـذْهُـولَــةً
بِـطَـوِيـلِ شَـجْــوٍ أَوْ خَــدِيــجِ رُقَــــادِ
فَإِنِ اسْتَطَعْتَ الذَّوْدَ عَنْهَا فَافْعَلنْ
أَوْ دَعْـــكَ مِـمَّــا تَـدَّعِــي وَتُــنَــادِي
15/ 4/ 2010م

الأحد، 15 سبتمبر 2013

حتى استقلَّت بقلبي (شعر/ حسن الحضري)

إن الـتـي سلـبـتـك الـنــوم ضـاحـكـةٌ
من طول وجدك، والتسهيد موقوزُ
          سـرَى بليلـيَ منهـا طـائـفٌ سنـحـتْ
          لـــه صـبـابـة قـلـبـي وهْـــو مـرجــوزُ
     حتـى استقلَّـت بقلبـي غيـر عابـئـةٍ
          كمـا استـقـلَّ بـحـرِّ الشـمـس تـمـوزُ
     أقـول واللـيـل يسـجـي ثـوبـه خـجـلًا
           وقـــــد تــأبَّـــق بـــالآمـــال عـــرفـــوزُ
    والـعـيـن ســاهــرةٌ تــــذري بـأدمـعـهـا
          وللـشـجـون بـجــوف الـلـيـل تـأزيــزُ
    أقــســمــتُ بالله لا زورًا ولا كـــذبًــــا
         بــأن قلـبـي بـهـذا الـشـوق مـلـمـوزُ
    فإن يلُمْك علـى التسهيـد ذو خَبَـلٍ
         فــمـــا لـــوجْـــدِك بــالــلــوام تــوكــيــزُ
    دعهـم يلومـوا وإن ناحـت نوائحهـم
        كــمــا تــعــرَّض لـلــدأمــاء مـلــهــوزُ
27/ 11/ 2010م

الخميس، 12 سبتمبر 2013

قصيدة بلا عنوان (شعر/ حسن الحضري)

بالعلم لا بالـدالِ أدركـتُ العـلا
وكذاك من يسمـو بكـل مجـالِ
قل ليس بالدالَات تُدرَك غايـةٌ
لــكــن بــهــذا الــجــدِّ والإقــبــالِ
مـن شـاء فليـبـرز إلــيَّ بِـدالِـه
أو فَلْـيَـنَـلْ عـلـمًـا مـــع الـنُّــوَّالِ
        الله فـضَّـل كــلَّ ذي عـلـمٍ ولــم
       يذكر مـن الـدالات مِـن مثقـالِ
قــل للـذيـن يفـاخـرون بِدالِـهِـم
مـا أكثـر الـدالات فـي الجُهَّـالِ
         كـم جـاهـلٍ لــم تُغْـنِـه دالاتُـكـم
       قـــد أورثـتْــه مـهـانـة الـسُّـفَّـالِ
العلـمُ يدحضُهـا ويرفـع فوقـهـا
كـلَّ امـرئٍ يسعـى لخيـر مـثـالِ
         ما ذلك السعي الدؤوب لديهمُ
         لـلـدال مِــن فــذٍّ ومِــن أوشـــالِ
         لـم أسـعَ يومًـا نحـوهـا لكنـنـي
         قــد جُزتُـهـا بالعـلـم والإفـضـالِ
أغنانـيَ الرحمـنُ عـن دالاتكـم
بالعـلـم إنَّ العـلـم خـيـرُ نَوالِ

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

صلى عليك الله (شعر/ حسن الحضري)

مــــاذا هـنـالِــك قــــد سَــــرَى بِـزِنَـادِهــا
نــــورٌ تــألَّـــقَ فـــــوق تـــــلِّ رمــادِهـــا
فــأضــاء بــيـــن الـمَـشْـرِقَـيـن بــهـــاؤه
والـمَـغْـرِبَـيـن وجـــــدَّ فـــــي إسـعــادِهــا
يــــا رحــمــةً أهـــــداكَ ربُّـــــك لــلـــورى
لتـقـيـمَ شـــرعَ الـحــقِّ بـعــد فـسـادِهــا
أنــــتَ الإمــــامُ الــبَــرُّ خــاتــمُ رُسْــلِـــهِ
وأمـيـرُ مَــن سـلـك الـهُـدَى بِمـهـادِهـا
إن كـــذَّبـــوكَ فــــــإنَّ ربَّــــــك نـــاصــــرٌ
أو نــاصَــروك فــأنــتَ رأسُ ودادِهـــــا
جـمَّــعــتَ شــمْـــلَ الـعـالـمـيـن بــرايـــةٍ
قـامــت بـأمــرِ الـحــقِّ مِـــن أوتــادِهــا
وتـركــتَ بـاطــلَ عيـشِـهـم ودَعَـوتَـهـم
لـلـبـاقــيــاتِ الـصــالــحــاتِ وزادِهــــــــا
لــو شـئـتَ مُـلِّـكـتَ الـخـزائـن دونـهــم
لـكـنْ سَـمَـوْتَ فَـرُمْـتَ خـيـرَ جهـادِهـا
لا الأقـربــون يـــرون مــنــك تـعـصُّـبًـا
أو خـــذَّلَ الـقـاصِـيـن فَــقْــدُ رشــادِهــا
لـــكـــنْ بِـــعـــدلِ الله قـــمـــتَ لــديــهـــمُ
فَجَـمَـعـتَ آيَ الـشـكـرِ مِــــن وُفَّــادِهــا
صــلَّـــى عـلــيــكَ الله فـــــي عـلـيــائــه
ومــلائــكُ الـرحـمــن فــــي أشـهــادِهــا
تـدعــو بـقــول الـفـصـل مِـــن آيــاتــه
وتـقـومُ بـالـشـورى لـصُـلْـبِ عـمـادِهـا
إيـــوانُ كــســرى خــــرَّ فــــي رجـفـاتــه
والـجــنُّ قـــد دُحـــرتْ بِـثَـقْـبِ فــؤادِهــا
والـنـورُ أشــرَق فــي الـدُّنَـا مستقـبـلًا
وحــيَ الهـدايـة بـعـد طــول سهـادِهـا
والــمــارقـــون الــحـــاقـــدون أذَلَّــــهــــم
شيـطـانُـهـم بـالـغــيِّ فــــي أصـفـادِهــا
ظَلـمـوا وعَـقُّـوا والـهُـدَى مِــن حولِـهـم
لـكـنـهــم هــامـــوا بــطُـــرْقِ عــنــادِهــا
قـــل لـلـذيـن أبَــــوْا ســــوى إعـطـابـهـا
سترون كيف الخطبُ يوم حصادِهـا
قـــل لـيــس بـالأحـقـاد تُـــدرَكُ غــايــةٌ
فـاتـرك سبـيـل الـغـيِّ مِـــن حُـسَّـادِهـا
الله يــقْـــسِـــمُ فــضـــلَـــه، ســبــحــانــه
وهـــــو الـعـلـيــم بِـزَيْـغِـهــا وسِــدادِهـــا
أفَـغَــيــرَ شـــــرعِ الله تُــرجَـــى شِــرعـــةٌ
فـاصـبـر لـربــك واصـطـبــر لِـجِـلادِهــا
وقــلِ استقيـمـوا لـلــذي فـطــر الـعُـلَـى
مِــن غـيـر مــا عَـمَـدٍ لِـرَفْــعِ نِـجـادِهـا
فـــــإذا تــولَّـــوْا فـاعـلــمــوا أن الــــــذي
شَــــرَعَ الــهُــدَى أعـمــاهــمُ بِـطِــرادِهــا
عـلـمـوا بــــأنَّ الــحــقَّ تــحــت لــوائــه
لـكـنــهــم زاغــــــوا بـــســـوء عــتــادِهــا
فسـيـعـلـمـون غـــــدًا إذا مـــــا كُـبِّــلــوا
بـسـلاســلِ الـنــيــرانِ يـــــوم مـعــادِهــا
لــو أنـهـم عَقِـلـوا حـنـيـن الـجــذع أو
كَـلِــمَ الـحَـصَـى ألـقَــوْا زمـــامَ قـيـادِهـا
لــمَّــا وقــفــتَ بــهـــم تــنـــادي إنــنـــي
مِـــن ربـكــم أهـــدِي سـبـيـلَ رشـادِهــا
جـحَــدُوكَ ثـــم تقـلَّـبـوا فـــي غـيـظـهـم
وكـأنــمــا يَـسْــعَــوْنَ فـــــوق قـتــادِهــا
وافــيــتَــهــم بـالـمَــكْــرُمــاتِ مــتــمِّــمًـــا
لِمَـنِ استـقـام وســار تـحـت بجـادِهـا
ووقـفـتَ يــوم الفـتـح تصـفـحُ عـنـهـمُ
لا فـــرْقَ بـيــن ضِـعـافِـهـا وشِــدادِهــا
لــو شـئـتَ أعمَـلْـتَ السـيـوف وإنـمــا
ليـكـونَ سـيـفُ الحِـلْـمِ خـيـرَ مُفـادِهـا
فـدفـعـتَـهـم لـلــحــقِّ دَفْــعَـــةَ صـــــادقٍ
هـــادٍ إلـــى الـخـيـرات مِـــن أطــوادِهــا
لا يــعــلــمُ الــتــاريــخُ يـــومًـــا مــثــلــه
فـانـظُــرْ إلــــى قـرطـاسـهـا ومِــدادِهـــا
عـلَّـمـتَـهـم فــــــي كــــــلِّ يــــــومٍ آيــــــةً
تتـلـو طـريـفَ المـجـدِ خـلـف تِـلَادِهــا
لـــو أنـهــم سـلـكــوا سـبـيـلـك لاتَّــقَــوْا
عـثـراتِـهـا فَـلَـبِـئْــسَ سُــبْـــلُ حِــرادِهـــا
لــــــم تَـــــــدْعُ إلا لـلــنــجــاء فـــآثــــروا
سُـبُـلَ الــرَّدَى فانـظُـرْ مـــآلَ عـنـادِهـا
دســـتـــورُك الـــقـــرآنُ فـــــــي آيـــاتــــه
لــهــمُ شــفـــاءٌ شـــــدَّ مِـــــن مُـنْــآدِهــا
يـهــدِي بـــه الـرحـمـن قـومًــا بــــادروا
بـعـزيـمــةٍ زجــــــرتْ عَـــتِـــيَّ رُقـــادِهـــا
شهـدتْ لــك النُّـبَـآءُ حـيـن عهـودهـم
واسـتـوثـق الـرحـمـن فـــي إشـهـادِهــا
وهُـــمُ جمـيـعًـا خَـلْــفَ خاتَـمِـهـم بـمــا
أمَـــــرَ الـمـلـيــكُ فَـأَنْـعِــمَــنْ بــمــرادِهــا
وأراكَ بــالــمــعـــراجِ مِـــــــــن آيـــــاتـــــه
مــا يَحْـطِـمُ الأضـغــانَ فـــي أكـبـادِهـا
هــــــل بـــعـــد ذلــــــك آيــــــةٌ لــمــؤمِّــلٍ
يبـغـي سبـيـل الـرُّشْـدِ مِـــن قُـصَّـادِهـا
هـدَّمـتَ صَــرْحَ الـشـرك فــي ظلمـائـه
لِـمَـنِ استـضـاء وجــدَّ فــي إخـفـادِهـا
ووقـفـتَ تبـنِـي الـحــقَّ فـــي علـيـائـه
شـمـسًـا تـطــلُّ عـلــى ربـــوع بـلادِهــا
هــل جـئـتَ تأمـرهـم بغـيـر صلاحـهـم
أم جـئــتَ تـحـدوهـم لـســوء طَــوَادِهــا
بل جئتَ بالحق المبين، مَنِ اهتدى
فـلـنـفـسـه يـســعــى إلـــــى إسـعــادِهــا
ومَـنِ ابتغـى سُبـل الضلالـة والهـوى
فــكــذلــك الــدنــيــا لـــــــدى عُــبَّــادِهـــا