اعلان

الأربعاء، 30 مارس 2016

خلَّفتِني في وحدتي (شعر/ حسن الحضري)

أخلفـتِ يـا جيهـان وعــدي
فـالـقـلـب مـضـطــرمٌ بـكـمْــدِ
فــوقــفـــتُ مـنــتــظــرًا بـــــــلا
أمــــلٍ يـصـبِّـرنـي فـيــجــدي
أخـلـفــتِ وعــــدي فـانــبــرى
دمــعـــي يـحـرِّقــنــي بـــزنْـــدِ
مـــــا كــنـــتُ أعــلـــم أنـــنـــا
يــومًــا إلـــــى نـــــأيٍ مُــعَـــدِّ
إنــــــي وإنْ تـــنــــأَيْ فـــلا
أنفـكُّ فـي الأشــواق تُـبـدي
خـلَّـفـتِـنـي فــــــي وحـــدتـــي
بــعـــد الـحــديــث بــكـــل ودِّ
وضـربـتِ لـــي وعـــد الـلـقـا
ء فـلــم يـكــن يـومًــا بــجِــدِّ
وبـقـيــتُ وحـــــدي راصـــــدًا
منـك اللقـاء بـفـرْط وجْــدي
إن الـحـديـث عـــن الـهــوى
أشجـى اللهيـب بغيـر بُـعـدِ
فـظـلـلــتُ أبـــكـــي فُــرقــتــي
دمــــعًــــا شــجـــيًّـــا دون ردِّ
مِـــــــــن بــــضَّـــــةٍ فـــتـــانـــةٍ
تـبـدو الـخـدود كـلــونِ وردِ
قــتَّـــالـــةٍ فــــــــي عــيــنــهـــا
سـحـرٌ يفـيـض كسـهـمِ بُــدِّ
وبـحــالــكٍ مـــثـــلِ الـــدجـــى
يهفـو فُوَيْـقَ المتـن يُـنْـدي
وبــخــطــوةٍ تــشــكــو لـــهـــا
تلـلـك البسيـطـة عـنـد عــدِّ
وفــــــــمٍ كــــــــأنَّ رضــــابـــــه
لو ما شربـتُ كطعـم شهـدِ
وعـــــــــوارضٍ مــصــقـــولـــةٍ
تـبـدو كسـيـفٍ بـيــن غـمــدِ
ولـطــيــفِ كـــشـــحٍ نـــاعـــمٍ
وبــــدلَّـــــةٍ وبــــديـــــعِ قـــــــــدِّ
وبِــــــرقَّـــــــةٍ أودت فــــــــــــــؤا
دي فاسبـكـرَّ لـطـول شـــرْدِ
صــارحـــتُـــهـــا بــتـــعـــذُّبـــي
فـــي حـبـهـا عـنــد الـتــردي
فـــتــــرددتْ فـــــــي ريــبــهـــا
وتـأمـلــتْ هــزْلــي وجِـــــدِّي
وقــطــيـــعِ رئـــــــمٍ حــولـــنـــا
ينظرن مني فيض سُهدي
لـكــنــنــي ســـأظــــل مــــــــنـ
ـتـظــرًا بـرغــم طــويــلِ بُــعــدِ
30/ 10/ 1999م
_