اعلان

الجمعة، 3 مايو 2013

في الغزل والوصف والحكمة (شعر/ حسن الحضري)

حـــيِّ الـطـلـول ونـــبِّ عـــن أخـبـارهـا
وَسَـــلِ الظـعـائـن بـعــدُ فـــي أخـدارهــا
يُـنْـبِـيـنَ عــــن خَــــوْدٍ خَــلُـــودٍ بَــضَّـــةٍ
يسـبـي الـفـؤادَ البـعـضُ مِــن أنـوارهــا
حَسَنُ بنُ مرعي الماجد الحضريُّ قد
أرداه رجْـــعُ الـطــرف خـلــف سـتـارهـا
مـــا بـيــن إطــســا فالمؤسَّـسَـتـيـنِ أو
إبـــــــوانَ فـالــزيــتــونِ دون ديــــارهــــا
فــريــاضُ صــفــطٍ فـالـبــداري دونــهــا
فَــرُبَـــى الـنُّـخَـيْـلَـةِ دون دَرْكِ مــزارهـــا
وغـــدًا تـحــلُّ بـشـاطــئ الـعـجـمـيِّ أو
تـغــدو إلـــى سـيـنـاءَ، فـــي أسـفـارهـا
بــانــت ودسَّــــتْ حُــلْــوَ طــيــفٍ آيــــةً
يـسـري أمـــام الـعـيـن فـــي أسـحـارهـا
فــزجـــرتُ بــالأجــفــان عَـــبـــرةَ والــــــهٍ
فـيـهــا ورود الـحَـيْــنِ مِــــن أنـهــارهــا
سـائـلْ بـهـا الأطــلالَ تـخْـبـرك الـــذي
ولَّـــى، وتـلــكَ الـطـيـرَ فــــي أوكــارهــا
جــادت عليـهـا الـمُـزن سـحًّـا بعـدمـا
قــــد هــدَّهــا الإعــيــاءُ مِــــن إقـفـارهــا
فَـرَبَـتْ بـواسـقُ نخلـهـا مِــن بـعـد مــا
ضلـت سبيـل العـيـش فــي إعسـارهـا
والـــبـــرق يــلــمــع فــوقــهــا وكــأنــمــا
قـد خـطَّ سـطـرَ الـضـوء دون نهـارهـا
سبقتْ إليها الوحـشُ قبـل عُطاسهـا
ضـربًــا يــــدكُّ الأرض دون مـسـارهــا
مِـــن كــــل أحــقــبَ أو دُكَــيْــنٍ فــــارعٍ
يــشــتــد لـلـفــلــوات فــــــي أطــمــارهـــا
قـــد هـالــه مـــا كـــان يــأمــل بـعـدمــا
فـقــد السـبـيـل وضـــل عـــن أبـكـارهــا
يـرقـبـن عـــن كَـثَــبٍ أظـافــر سـهـمــه
والـويــل كــــل الــويــل مِــــن أظـفـارهــا
فـمـضـى فأطْـلَـقـهـا كـسـابــقِ عــهــده
فـرمــى مُـنــاه الـبــرق فـــي أبـصـارهـا
فـسـبـقـن أكـلُـبَــه فــلــم يـحـفِــلْ بــهـــا
ومـضـى يـعـضُّ بأصـبـعٍ مِــن عـارهـا
كـمــبــارك الـمــأفــون لــيــلــة خَــلْــعِــهِ
ونـظــيــفٍ الـمـعــتــوه فــــــي إدبـــارهـــا
وشـفــيــقٍ الــداعـــي إلــــــى إتــلافــهــا
مِـن بعـد مـا اشتعلـتْ ضــوارم نـارهـا
أو كـابــن بـــدرٍ ذلـــك الـعـلــج الــــذي
ضــل السـبـيـل ولـــجَّ فـــي إعـصـارهـا
كــمــعــمَّــرٍ لــــمَّــــا تــيـــقَّـــن حـــتْـــفـــه
بــتــدافــعِ الأحــــــداثِ مِــــــن ثُـــوَّارهــــا
أو مـثــل زيـــنٍ فـــي سـفـاهـة عـقـلــه
قــــد غــــرَّه الإغــفـــاء مِـــــن أحــرارهـــا
كــعــلــيٍّ الـمـغــلــوب يـــــــوم نــفــارهـــا
كـالـحــافــظ الــمــشــؤوم أو بــشَّــارهــا
قـد أصبحـوا عِبَـرًا تَلُـوح لـذي النُّـهَـى
وكـــذاك كـــان الـحُـكـم مِــــن جـبَّـارهــا
يقـضـي قـضـاء الـحـق بـيــن عـبــاده
ويَــمِــيــزُ بـــيـــن خــيــارهــا وشـــرارهـــا
فــاصــبــر لــحُــكــم الله ربِّــــــك إنـــهـــا
دولٌ تـــدور عـلــى الـــورى بشـعـارهـا
وحـكــومــةُ الأذنــــــاب تـــرفـــع رايــــــةً
لــلـــذلِّ والـتـسـلـيـمِ خــــــوف دمـــارهـــا
لـــو أنـهــم سـلـكـوا الـرشــاد لأفـلـحــوا
لـكـنـهــم ضـــلـــوا ضــــــلال حِــمــارهــا
جـــاروا كـمــا جـــار السـفـيـه مــبــاركٌ
والأمـــــر مــرهـــونٌ بـحــســن قـــرارهـــا
هضـمـوا حـقـوق الـنـاس ثــم تقـلَّـبـوا
فـــي نـعـمـةٍ تـبـلــى بِـبَـخْــسِ دثــارهــا
عـمــا قـريــبٍ تنـجـلـي عــــن مـكـرهــم
حِــجَــجٌ تـفـيــض بـخـيـرهــا وثـمــارهــا
قــــد كــنــتُ أعــلــم أن ذلـــــك كــائـــنٌ
وقــــرأتُ ســطــرًا لاح مِـــــن أســرارهـــا
أنـذرتُـهــم مِــــن قــبــل ذلــــك فــارْتَــأَوْا
سفَـهًـا، وجــلَّ الخـطـب مِــن إنكـارهـا
الله أكـــبـــر يــــــا لـــهـــا مِــــــن ذلَّــــــةٍ
فـاضـت عليـهـم فـــي بـــزوغ نـهـارهـا
29/ 12/ 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق