اعلان

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

العدل (شعر/ حسن الحضري)

اللهُ أكـــــبــــــرُ والآيــــــــــــاتُ  تــــرتَــــسِــــمُ
والـدهـرُ يـجـري بـمـا يُـبــدي لـــه الـقَـلَـمُ
الـعـدلُ أقْــوَمُ مـــا تـحـيـا الـشـعـوبُ بـــه
وخـيــرُ مـــا رَتَـعَــتْ فــــي ظِــلِّــهِ  الأمــــمُ
وطـاعــةُ اللهِ مـفـتــاحُ الــرخــاءِ، ومَــــنْ
يُعْرِضْ عنِ الحقِّ يومًا سـوف يَنْحَطِـمُ
وما بَنَيْـتَ علـى العصيـانِ مِـنْ عَـرَضٍ
وإنْ عَــــــلا ســـاعـــةً لا بـــــــدَّ  يَــنْــهَـــدِمُ
ألا تـرى الـقـومَ بـعـدَ العـيـشِ فــي رَغَــدٍ
أمــســـوا ومُـلْـكُـهُــمُ بـالــخــزي  مــرتــطــمُ
هـم شيَّـدوا صــرْحَ بـغـيٍ، تحـتَـه هلـكـوا
وهـــــم أدَارُوا كـــــؤوسَ الـــــذلِّ  تُـفْــتــدَمُ
وهـــــم أعـــــدُّوا لــهـــذا الــشَّـــرِّ  عُـــدَّتَـــه
واللهُ مِــــنْ فـوقـهــم مــــا فــوقــه  حَــكَـــمُ
قد كان فيمن مضـوا مِـنْ قبلهـم عظـةٌ
والدهـرُ أصْـدَقُ وعظًـا لــو هــمُ علـمـوا
لــــم يـنــظــروا عِــبَـــرَ الأيـــــامِ  خَـلْـفَـهُــمُ
واللهُ يـهـدي الـهُـدَى مَــنْ كـــان يـعـتـزمُ
ألـــــســـــتَ تـــعــــلــــمُ أنَّ اللهَ  مُـــطَّــــلِــــعٌ
يـعـفــو ويـصـفــحُ أو إنْ شــــاء يـنـتـقـمُ
قـــد قـلـتُـهـا قــبــلُ لــــولا أنــهــم  غـفـلــوا
عَـمُـوا وصـمُّـوا فـمـا تُلْـفَـى لـهــم هِـمَــمُ
طافـت عليهـم شياطـيـنُ الـضـلالِ فـمـا
عَـصَــوْا ومـــا خـالـفـوهـا حــيــث تــأتَــزِمُ
لـو كـان منهـم بصيـرٌ غيـر ذي وَسَـنٍ
لـكــنْ أبَـــوْا غــيــر كِــبْــرٍ بــــات  يـرتـغــمُ
فـأشـعَـلُـوهـا حــروبًـــا مـــــا لــهـــا  أَمَـــــدٌ
وأطـعَـمُـوهـا أنــاسًـــا مـــــا لــهـــم  حَـــــرَمُ
ألا يــــــرونَ نـــكـــالَ اللهِ قــــــد  بَـــــــدَرَتْ
مــنـــه الـســوابــقُ فــهْـــي الآن  تـلـتـهــمُ
اللهُ ســــــــنَّ لــــنــــا شــــرعًـــــا  وبـــيَّـــنـــه
لِـمَـنْ أراد الـهُـدَى، مِـــنْ دونِـــه الـظُّـلَـمُ
مــــا كــــان فــرعــونُ إلا بـالــذيــن  هُـــــمُ
قــد عـاضَـدُوه فَـهُــمْ مِـــنْ تـحـتِـه خَـــدَمُ
لـــــــو أنـــهــــم تـــركــــوه دون  غــايـــتِـــه
لارتـــدَّ عـنـهـا بـئـيـسًـا وهْــــو  مـعـتـصـمُ
لــكــنَّــهــم أوردوه شـــــــــرَّ مـــــــــا  وردتْ
بــه الـنـفـوسُ، وحـبــلُ الـغــيِّ منـسـجـمُ
هــم يـمـكـرون وربُّ الـعــرشِ يمهـلُـهـم
والـنـاسُ فــي غفـلـةٍ والـخـطْـبُ مفـتـغـمُ
أيــرتــجـــون خـــلــــودًا لا أبــــــــا  لــــهــــمُ
والمـوتُ يحـصـدُ مَــنْ ســارت بــه قــدَمُ
أم كـذَّبــوا بـالــذي جــــاء الـكـتــابُ  بــــه
أعنـي النُّشُـورَ، فـجـلَّ الخَـطْـبُ والـنـدمُ
لــقـــد رأيـــــتُ عُــــــرَى الأيــــــام  واثـــقـــةً
والنـاسُ مِـنْ حولهـا مــا إنْ لـهـمْ ذِمَــمُ
لقـد تكـشَّـفَ هــذا الخـطْـبُ عــن دَخَــنٍ
قـــد كــــان طَــــيَّ قــلــوبٍ حــرُّهــا  شَــبِــمُ
وأصــبَــحَ الــيــومَ كــــلٌّ يــدَّعـــي  شَــرَفًـــا
والأمـــرُ عـمَّــا قـريــبٍ ســــوف يـرتَـسِــمُ
ثُــرْنـــا لأجْـــــل ســـــلامٍ بـــــات  مُـطَّــرحًــا
والـحــربُ تـبــدو بَصِـيـصًـا ثـــم تـحـتــدمُ
ثُـرنــا لأجْـــل رخـــاءٍ ضـــاع مُـــذْ زَمَــــنٍ
فالـعـيـشُ مـضـطـربٌ والـصـفـوُ مـنـعــدمُ
ثُــرنـــا لـــعـــزَّةِ نـــفـــسٍ ســــــام  عــزَّتَــهــا
قـــــومٌ أبــاحـــوا شــقـــاءً بـــــات  يـلـتـهــمُ
والـنـفـسُ تـصـبــرُ حـيـنًــا ثــــم  يـدفـعُـهـا
إلـــى الــخــلاصِ إبــــاءٌ لــيــس  يـرتـجــمُ
ولـــلأمـــورِ عـــلـــى عــلَّاتــهـــا  حِـــــــوَلٌ
لـــــكــــــلِّ داءٍ دواءٌ ثـــــــــــم  يـــنـــحـــســـمُ
كم ضيَّعـوا مِـنْ تقـيٍّ غيـرِ ذي صَخَـبٍ
لــــم يــبـــغِ إلا كـفــافًــا وهْـــــو  مـحـتـكــمُ
كم ضيَّعوا تحت سَقْفِ الظلْم مِنْ خُلُقٍ
وكــم أبــادوا وكـــم جـــاروا وكـــم أثِـمُــوا
وكــــم دعــــاءٍ عـلـيـهـم بـــــات  يُـطْـلِـقُــهُ
قــلــبٌ نــقــيٌّ طــهـــورٌ لــيـــس  يـجــتــرمُ
قـد ضيَّـعـوا الـديـنَ والدنـيـا فـمـا ربـحـوا
إلا الــنــدامـــةَ تــغــشــاهــم  وتــصـــطـــدمُ
8/ 8/ 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق