اعلان

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

في وصفِ يومٍ حارٍّ (شعر/ حسن الحضري)

لـهـيـبٌ مـــن الـرمـضـاء يـبــدو كـأنـمـا
جـهــنــمُ تـلــقِــي حـــرَّهـــا ثــــــم  تــلــفــحُ
إذا الشمس حلَّتْ في السماء محلَّهـا
تدلَّتْ بسهم الموت مِن حيـث يُفصِـحُ
ســـمـــومٌ أفــــــاعٍ أو قـــتــــادٌ  مـــســــوَّمٌ
تـمــوج بـــه ريــــح الـسَّـمُــوم وتــســرحُ
تــرى بَـــرَدَ الأشـطــان صـهــدًا بقـيـظـه
إذا أقـبــلــتْ بــيـــن الــجـــداول تــمـــرحُ
تــرى الهقـلـةَ الصَّـمَّـاءَ تـحــدو بـربِّـهـا
خـمـائــلَ أقــواهـــا الـهـجـيــرُ  الـمــقــدَّحُ
إذا بـــرزتْ للـشـمـسِ ألــقــتْ بِـرَحـلِـهـا
ولاذت بأقـتـابِ الـقـطـا وهْـــي تـصــدَحُ
وقـــــد أيـقــنــتْ أنَّ الــســبــاع  يـــردُّهـــا
مـــن الـشـمـسِ ســهــمٌ نــافــذٌ مـتـرنــحُ
تـــؤمُّ نـمـيـرَ الـمــاءِ مـــن كـــلِّ  مــــوردٍ
لــعــلَّ نـمـيــرَ الــمـــاءِ عـنــهــا  يـــــروِّحُ
تـراقــبُ دَفْـــعَ الـطـيـرِ قـــد نـــدَّ  سـربُــه
وشــدَّ إلـــى حـيــثُ الـعـضـا والـتـسـدُّحُ
ومــالــت لـنـجــمِ الـلــيــل تـخــطــب ودَّه
وقد حجبتْه الشمس من حيث تصبحُ
كــأنَّ صـغـار الـطـيـر تـحــت سمـائـهـا
لــســـانُ لـهــيــبٍ أو هــشــيــمٌ  مـــقـــرَّحُ
إذا مــا استـجـارت بـالـظـلال تكـشَّـفـتْ
ظـــلال لـظــى تـنـفـي الـثــواء وتـجــرحُ
فــــلا الـلـيــل يـرقـيـهـا بــبـــردِ  نـسـيـمــه
ولا الـــمـــاء يــــــروي غُـــلَّـــةً  تــتــنــدَّحُ
ألــيــس يــخــاف الـمـارقــون بــمــا رأوا
إذا نـالــهــم فـيــهــا عـــــذابٌ  مــصــبِّــحُ
غــداة يـــرون الـنــار تـدعــو بحـزبـهـا
لـهــم بصـنـيـع الــســوء فــيــحٌ وأقــــرُحُ
13/ 8/ 2015م

هناك تعليق واحد:

  1. شكرًا جزيلًا لك الأديبة الرائعة والأستاذة الفاضلة فيوقة، بارك الله فيك

    ردحذف