اعلان

الاثنين، 29 أبريل 2013

في رثاء والدي رحمه الله (شعر/ حسن الحضري)

حــــــــــيِّ قـــــبـــــرًا بـــجـــانــــب الآكــــــــــامِ
بـيــن جـــوف الـثــرى بـأزكــى ســــلامِ
يا أبـي قـل لـي كيـف أرضيـك إنـي
صـــــار قـلــبــي مــنـــي إلـــــى الآثــــــامِ
وثـــوت فـــي الـضـلـوع حـرقــة وجْــــدٍ
تجـلـب الحـتـف مــن جــوى الإيـــلامِ
قِـطَـعُ الـتـرْبِ تـحـت جـسـمـك بُـسْــطٌ
وغــــــطــــــاء مـــصـــقـــولـــة بــــــرضــــــامِ
فــأنـــا الــيـــوم فــــــي أشــــــد اكــتــئــابٍ
أتــــــلــــــقــــــى نـــــــــوائـــــــــب الأيـــــــــــــــــــامِ
يــــــا تـــرابًـــا ثــــــوى بـــجــــوف تـــــــرابٍ
أيـــــن أنـــــت اغـتــديــت بــعـــد وئــــــامِ
كــــان حـلـمًــا مــضــى بـعـيــدًا وولَّــــى
وانــقـــضـــى أم حــقــيــقـــة الأوهـــــــــامِ
أيــــن عــنــا ذهــبـــت بــعـــد اجـتــمــاعٍ
فــبــقـــيـــنـــا لــــــطـــــــول حــــــــــــــزنٍ دامِ
فـــبـــربــــي خـــــبِّـــــرْ نـــــأيـــــت بـــــحـــــقٍّ
أم عـيـونــي أعــشــت مــــن الإيـــــلامِ
فـــبـــربــــي خـــــبِّـــــرْ نـــــأيـــــت بـــــحـــــقٍّ
أم ظـــنــــون فـــــــي غـــفــــوة الــــنُّــــوَّامِ
فـبـنــو مــرعــي هــــل يــرونـــك يــومًـــا
حــيـــن تُــغْـــدي الأرحـــــام لـــلأرحـــامِ
حــيــن نــاداهـــمُ الـمــنــادي بــصـــوتٍ
مـــقـــشـــعـــرٍّ لــــســــطـــــوة الأحـــــــــــــلامِ
قــال أقــوامٌ: كــان فيـنـا فكـيـف اصـ
ـطــــاده الــمــوت دون أدنــــى كـــــلامِ
أنـــت حــيــن الـصـيــام يـهـلــك قــومًــا
لــــــم تـــكـــن غـــيــــر مــقْــبـــل صـــــــوَّامِ
أنــــت حــيـــن الـقــيــام يـهــلــك قــومًـــا
لـــــــم تـــكــــن غــــيــــر مــقْـــبـــل قــــــــوَّامِ
لـــــم تـــكـــن خــائــنًــا كـــذوبًـــا خـبـيــثًــا
إنـــمـــا أنـــــــت مـــــــن أجـــــــلِّ الأنـــــــامِ
قـــــد مــضـــى نــحـــو ربـــــه فـجـزعـنــا
بـــــصــــــروف الأقــــــــــــدار والأيــــــــــــامِ
فـبــقــيــنــا مـــــــــن بـــــعـــــده كـــــســـــرابٍ
حــــيـــــن ولَّـــــــــى فـــــجـــــاءةً لـــلـــسَّــــامِ
إن ربـــــــــي بـــــكـــــل قـــــلـــــب عـــلـــيــــمٌ
مــا ســواه فـــي الـكــون مِـــن عـــلَّامِ
لــــيــــت أنــــــــي فــــــــداؤه لــســـهـــام الـ
ـمــــــوت حـــيـــن الـــهـــلاك بـــالإقــــدامِ
لــرصـــدت الــهـــلاك لـلـنـفــس مــنـــي
ســاعــيًـــا نــــحــــوه عــــلــــى الأقــــــــدامِ
لسـت حيـن المنـون ترصُـد نفـسـي
ممـسـكًـا عـنـهـا الـنـفــس بـالإحـجــامِ
يا أبـي هـل رضيـت عنـي وهـل يـر
ضــيـــك ذاك الــرثـــاء بـــعـــد الـــسَّـــامِ
إن يكـن ليـس ذاك قـم أسْــعَ للـمـو
ت فــــــدى غـــيـــر واجــــــل مــحــجـــامِ
إنـــمـــا الـــمـــوت وقْـــعُـــه دون شــــــكٍّ
بــــقـــــضـــــاء يـــقـــتــــادنــــا بـــــخـــــطـــــامِ
فــيـــقـــود الــــــــورى إلــــيـــــه جــمــيــعًـــا
لــــبــــحـــــورٍ أمــــواجـــــهـــــن طــــــــــــــوامِ
وكــــــــــــــأنَّ الــــمـــــنـــــون راع وإنــــــــــــــا
لـــــرعــــــايــــــا تـــــجــــــرهــــــم بـــــــــزمـــــــــامِ
وضـــــع الــمـــوت كـــــل خــلـــق إلـــيـــه
نــــصْــــب عــــيـــــنٍ يـــعـــدُّهـــم لــــمـــــرامِ
لــيــقـــود الـجــمــيــع نـــحــــو صــفـــيـــحٍ
حــــيـــــث وارى الآطـــــــــام بــــالآطـــــامِ
ليـس فـي الدنيـا مـن خـلـود لخـلـقٍ
كــــــــــل خـــــلـــــقٍ مـــصـــيــــره لِـــــرِجـــــامِ
وسِــــــــلامٍ مــــــــن حــولـــهـــن سِـــــــــلامٌ
فـــــي قــبـــورٍ قـــــد سُـــتِّـــرتْ بـــسِـــلامِ
لـيـت شـعـري مـتـى يـكــون قـضـائـي
لأراه فـــــــــــــي حــــــفـــــــرة الأنــــــســـــــامِ
كـيـف قــاد الــردى أبــي الـيـوم عـنـا
كـــيـــف أمــســيــتَ دونـــنــــا لـلــحِــمــامِ
كـيـف أحـيـا وقــد هلـكـت وكـيــف الـ
ـعــــيــــش مــــنــــي يــطـــيـــب بــــالأيـــــامِ
لا أرى نفسـي ترغـب العيـش يومًـا
بــــــمـــــــرور الأيــــــــــــــام والأعــــــــــــــوامِ
قــد طــواه الــردى فأصبـحـتُ تعْـسًـا
بـــــعــــــد عــــــــــــزٍّ ظـــنـــنـــتـــه لــــــــــــدوامِ
أيُّ خطْبٍ قد فاجأ القلـب فـارفـ(م)
ـضَّ كئيبًا كعصفِ عصْفِ الحطامِ
يـا نسيـم القبـور إن جئـت فاحـمـل
مــــــن أبــــــي نــحــونــا أجــــــلَّ سَــــــلامِ
ولئـن عــدت نـحـوه فاحـمـل الــبـ(م)
ـرَّ إلــــــيـــــــه وكــــــــــــــل شــــــــــــــوقٍ دامِ
10/11/1998م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق