اعلان

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

صلى عليك الله (شعر/ حسن الحضري)

مــــاذا هـنـالِــك قــــد سَــــرَى بِـزِنَـادِهــا
نــــورٌ تــألَّـــقَ فـــــوق تـــــلِّ رمــادِهـــا
فــأضــاء بــيـــن الـمَـشْـرِقَـيـن بــهـــاؤه
والـمَـغْـرِبَـيـن وجـــــدَّ فـــــي إسـعــادِهــا
يــــا رحــمــةً أهـــــداكَ ربُّـــــك لــلـــورى
لتـقـيـمَ شـــرعَ الـحــقِّ بـعــد فـسـادِهــا
أنــــتَ الإمــــامُ الــبَــرُّ خــاتــمُ رُسْــلِـــهِ
وأمـيـرُ مَــن سـلـك الـهُـدَى بِمـهـادِهـا
إن كـــذَّبـــوكَ فــــــإنَّ ربَّــــــك نـــاصــــرٌ
أو نــاصَــروك فــأنــتَ رأسُ ودادِهـــــا
جـمَّــعــتَ شــمْـــلَ الـعـالـمـيـن بــرايـــةٍ
قـامــت بـأمــرِ الـحــقِّ مِـــن أوتــادِهــا
وتـركــتَ بـاطــلَ عيـشِـهـم ودَعَـوتَـهـم
لـلـبـاقــيــاتِ الـصــالــحــاتِ وزادِهــــــــا
لــو شـئـتَ مُـلِّـكـتَ الـخـزائـن دونـهــم
لـكـنْ سَـمَـوْتَ فَـرُمْـتَ خـيـرَ جهـادِهـا
لا الأقـربــون يـــرون مــنــك تـعـصُّـبًـا
أو خـــذَّلَ الـقـاصِـيـن فَــقْــدُ رشــادِهــا
لـــكـــنْ بِـــعـــدلِ الله قـــمـــتَ لــديــهـــمُ
فَجَـمَـعـتَ آيَ الـشـكـرِ مِــــن وُفَّــادِهــا
صــلَّـــى عـلــيــكَ الله فـــــي عـلـيــائــه
ومــلائــكُ الـرحـمــن فــــي أشـهــادِهــا
تـدعــو بـقــول الـفـصـل مِـــن آيــاتــه
وتـقـومُ بـالـشـورى لـصُـلْـبِ عـمـادِهـا
إيـــوانُ كــســرى خــــرَّ فــــي رجـفـاتــه
والـجــنُّ قـــد دُحـــرتْ بِـثَـقْـبِ فــؤادِهــا
والـنـورُ أشــرَق فــي الـدُّنَـا مستقـبـلًا
وحــيَ الهـدايـة بـعـد طــول سهـادِهـا
والــمــارقـــون الــحـــاقـــدون أذَلَّــــهــــم
شيـطـانُـهـم بـالـغــيِّ فــــي أصـفـادِهــا
ظَلـمـوا وعَـقُّـوا والـهُـدَى مِــن حولِـهـم
لـكـنـهــم هــامـــوا بــطُـــرْقِ عــنــادِهــا
قـــل لـلـذيـن أبَــــوْا ســــوى إعـطـابـهـا
سترون كيف الخطبُ يوم حصادِهـا
قـــل لـيــس بـالأحـقـاد تُـــدرَكُ غــايــةٌ
فـاتـرك سبـيـل الـغـيِّ مِـــن حُـسَّـادِهـا
الله يــقْـــسِـــمُ فــضـــلَـــه، ســبــحــانــه
وهـــــو الـعـلـيــم بِـزَيْـغِـهــا وسِــدادِهـــا
أفَـغَــيــرَ شـــــرعِ الله تُــرجَـــى شِــرعـــةٌ
فـاصـبـر لـربــك واصـطـبــر لِـجِـلادِهــا
وقــلِ استقيـمـوا لـلــذي فـطــر الـعُـلَـى
مِــن غـيـر مــا عَـمَـدٍ لِـرَفْــعِ نِـجـادِهـا
فـــــإذا تــولَّـــوْا فـاعـلــمــوا أن الــــــذي
شَــــرَعَ الــهُــدَى أعـمــاهــمُ بِـطِــرادِهــا
عـلـمـوا بــــأنَّ الــحــقَّ تــحــت لــوائــه
لـكـنــهــم زاغــــــوا بـــســـوء عــتــادِهــا
فسـيـعـلـمـون غـــــدًا إذا مـــــا كُـبِّــلــوا
بـسـلاســلِ الـنــيــرانِ يـــــوم مـعــادِهــا
لــو أنـهـم عَقِـلـوا حـنـيـن الـجــذع أو
كَـلِــمَ الـحَـصَـى ألـقَــوْا زمـــامَ قـيـادِهـا
لــمَّــا وقــفــتَ بــهـــم تــنـــادي إنــنـــي
مِـــن ربـكــم أهـــدِي سـبـيـلَ رشـادِهــا
جـحَــدُوكَ ثـــم تقـلَّـبـوا فـــي غـيـظـهـم
وكـأنــمــا يَـسْــعَــوْنَ فـــــوق قـتــادِهــا
وافــيــتَــهــم بـالـمَــكْــرُمــاتِ مــتــمِّــمًـــا
لِمَـنِ استـقـام وســار تـحـت بجـادِهـا
ووقـفـتَ يــوم الفـتـح تصـفـحُ عـنـهـمُ
لا فـــرْقَ بـيــن ضِـعـافِـهـا وشِــدادِهــا
لــو شـئـتَ أعمَـلْـتَ السـيـوف وإنـمــا
ليـكـونَ سـيـفُ الحِـلْـمِ خـيـرَ مُفـادِهـا
فـدفـعـتَـهـم لـلــحــقِّ دَفْــعَـــةَ صـــــادقٍ
هـــادٍ إلـــى الـخـيـرات مِـــن أطــوادِهــا
لا يــعــلــمُ الــتــاريــخُ يـــومًـــا مــثــلــه
فـانـظُــرْ إلــــى قـرطـاسـهـا ومِــدادِهـــا
عـلَّـمـتَـهـم فــــــي كــــــلِّ يــــــومٍ آيــــــةً
تتـلـو طـريـفَ المـجـدِ خـلـف تِـلَادِهــا
لـــو أنـهــم سـلـكــوا سـبـيـلـك لاتَّــقَــوْا
عـثـراتِـهـا فَـلَـبِـئْــسَ سُــبْـــلُ حِــرادِهـــا
لــــــم تَـــــــدْعُ إلا لـلــنــجــاء فـــآثــــروا
سُـبُـلَ الــرَّدَى فانـظُـرْ مـــآلَ عـنـادِهـا
دســـتـــورُك الـــقـــرآنُ فـــــــي آيـــاتــــه
لــهــمُ شــفـــاءٌ شـــــدَّ مِـــــن مُـنْــآدِهــا
يـهــدِي بـــه الـرحـمـن قـومًــا بــــادروا
بـعـزيـمــةٍ زجــــــرتْ عَـــتِـــيَّ رُقـــادِهـــا
شهـدتْ لــك النُّـبَـآءُ حـيـن عهـودهـم
واسـتـوثـق الـرحـمـن فـــي إشـهـادِهــا
وهُـــمُ جمـيـعًـا خَـلْــفَ خاتَـمِـهـم بـمــا
أمَـــــرَ الـمـلـيــكُ فَـأَنْـعِــمَــنْ بــمــرادِهــا
وأراكَ بــالــمــعـــراجِ مِـــــــــن آيـــــاتـــــه
مــا يَحْـطِـمُ الأضـغــانَ فـــي أكـبـادِهـا
هــــــل بـــعـــد ذلــــــك آيــــــةٌ لــمــؤمِّــلٍ
يبـغـي سبـيـل الـرُّشْـدِ مِـــن قُـصَّـادِهـا
هـدَّمـتَ صَــرْحَ الـشـرك فــي ظلمـائـه
لِـمَـنِ استـضـاء وجــدَّ فــي إخـفـادِهـا
ووقـفـتَ تبـنِـي الـحــقَّ فـــي علـيـائـه
شـمـسًـا تـطــلُّ عـلــى ربـــوع بـلادِهــا
هــل جـئـتَ تأمـرهـم بغـيـر صلاحـهـم
أم جـئــتَ تـحـدوهـم لـســوء طَــوَادِهــا
بل جئتَ بالحق المبين، مَنِ اهتدى
فـلـنـفـسـه يـســعــى إلـــــى إسـعــادِهــا
ومَـنِ ابتغـى سُبـل الضلالـة والهـوى
فــكــذلــك الــدنــيــا لـــــــدى عُــبَّــادِهـــا

هناك تعليق واحد:

  1. الأستاذة الكريمة والأديبة الراقية زهر البنفسج:
    جزيل الشكر والاحترام والتقدير لمرورك الكريم، وكلماتك الراقية التي لا أعرف كيف أوفيك شكرها..
    بارك الله فيك، وحفظ الله أينما كنت.

    ردحذف