ونازعتُ الشُّجونَ بكلِّ وادٍ = أجاهدُ مكرَ أقوامٍ لئامِ
وجرَّبني الزمانُ بكلِّ خَطْبٍ = فلَمْ تَوْهَنْ لشِدَّتِهِ عظامي
ألستَ تَرَى بأنَّ اللهَ مُمْلٍ = لكلٍّ ما يُبادِرُ باعتِزامِ
وأنَّ النَّاسَ أكثَرُهم لئامٌ = وما يُغْني اللِّئامُ عنِ الكرامِ
وأنَّكَ لا تَرَى إلا عدوًّا = يُداهِنُ أو صديقًا لا يُحامِي
وإنْ تَسألْ عنِ الدُّنيا تَجِدْها = كخَيطِ العنكبوتِ منَ الذِّمامِ
سئمتُ سِجالَها وضَربتُ عنها = بِصَفحٍ لا يَقُودُ إلى وئامِ
وجُلْتُ مَجالَها قَبْلًا فَهَبَّتْ = بكلِّ مهنَّدٍ عَضْبٍ حُسامِ
فتَرفعُ كلَّ ذي خبثٍ ولؤمٍ = وتَخفِضُ كلَّ وهَّاجٍ هُمامِ
وتُعْلِي مِن أسافِلِها رُؤوسًا = هُمُ الأذنابُ مِن تحتِ اللِّثامِ
بذلكَ سُمِّيَتْ للنَّاسِ دُنْيَا = وكم في النَّاسِ مِن خِبٍّ وَسامِ
فصَبرًا إنْ أردتَ بها بَقاءً = وأكثِرْ مِن جُنُوحِكَ للسَّلامِ
ورَبِّ النَّاسِ لن تَرضَى أُناسٌ = بِغَيرِ السُّوءِ يَضرِبُ كلَّ هامِ
حسن عبد الفتاح خلف الحضري
الخميس: 9/ 10/ 2025م


